تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المسيرة النضالية للراحل أمحمد خداد ستستمر في إلهام الشعب الصحراوي لتحقيق الإستقلال

نشر في

باريس (فرنسا)، 02 أبريل 2021 (واص)  - أكد المشاركون، في الندوة الرقمية التي نظمت الخميس تكريما لروح القيادي الصحراوي الشهيد أمحمد خداد، أن المسيرة النضالية للفقيد ستستمر في إلهام الشعب الصحراوي لتحقيق الحرية و الإستقلال، مشيدين بالخصال الحميدة التي كان يمتاز بها والتي جعلته يحظى بالإحترام والتقدير.
وفي هذا السياق أشاد المبعوث الأممي السابق للصحراء الغربية, كريستوفر روس, في رسالة بعث بها إلى الندوة التي نظمتها جمعية أصدقاء الجمهورية الصحراوية بفرنسا بالتزامن مع الذكرى الأولى لرحيل أمحمد خداد, ب "الخصال الحميدة التي كان يمتاز بها فقيد الشعب الصحراوي والتي جعلته يحظى بإحترام وتقدير كل من عمل بجانبه سواء صحراويين أو أجانب".
وعبر كريستوفر روس عن "إعجابه وإحترامه للفقيد وللإرث الذي تركه لشعبه", قائلا "إن شخصية ومهنية أمحمد خداد نالت إحترامي في السنوات التي عملت فيها مع وفدي جبهة البوليساريو والمغرب لتيسير التوصل إلى حل سياسي مقبول للطرفين ينص على تقرير المصير للشعب الصحراوي". 
وإختتم روس رسالته, بالتذكير بخصال وميزات الراحل الذكي واليقظ, وأيضًا كشخص متواضع ومدافع لا يكل عن قضيته. مشيرا إلى أن برحيله يكون شعبه قد فقد رجلاً عظيماً.
من جهته قال الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء الغربية, فرانشيسكو باستاغلي, أن الفقيد أمحمد خداد, كان واحدًا من بين الشخصيات الصحراوية الذي تتمتع بمكانة واسعة النطاق داخل حركة التحرير وخارجها.
وأضاف المسؤول الأممي, إن فترة عمله كرئيس لبعثة المينورسو, أتاحت له العديد من الفرص للعمل مع فقيد الشعب الصحراوي, وأيضا بعد انتهاء مهمته داخل الأمم المتحدة والتزامه الشخصي تجاه القضية الصحراوية, أين لامس - يقول- بشكل كبير "كفاءة وتفاني الراحل أمحمد خداد".
لقد كان أمحمد خداد -  يقول السيد باستاغلي- "مناضلا مقتنعًا بعدالة قضيته, ويتميز بمعرفة غير عادية بتاريخ شعبه وظروفه الحالية, سواء في مخيمات اللاجئين أو تحت الاحتلال المغربي, وذو إطلاع عميق بالتاريخ الطويل للقضية الصحراوية في الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وعلاقات الجمهورية الصحراوية في إفريقيا وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم".
 
وأشاد المتحدث, بخصال الفقيد من إنصات وبصبر لجميع محاوريه, حتى أولئك الذين لديهم آراء مختلفة تماما عن آرائه ويعرف كيف يُظهر الإحترام ويكسب احترام الآخرين, بما في ذلك خصومه السياسيون, كما إستطاع في إظهار قدرة نادرة جدًا على التصرف بطريقة عملية دون التخلي عن مبادئ ومصالح شعبه.
وأضاف, "لقد تميز الراحل أيضا بالقدرة على التوافق بين رؤية إستراتيجية وروح العمل والذكاء, وبفضلهما تمكن من حصد نتائج إيجابية في قضايا على غرار المعركة القانونية على الموارد الطبيعية والدفاع عن الحقوق الأساسية للصحراويين, وإدارة المفاوضات الثنائية أو متعددة الأطراف".
ولم يفوت السيد باستاغلي, الفرصة للتذكير بالحضور البناء والدائم لمحمد خداد والذي جعله شخصاً فريدًا, لم يتوان في التواجد والمساهمة في نضال شعبه حتى عندما كان يعاني من مشاكل صحية, ظل حاضرا وشجاعًا دائمًا ومقنعًا, إخلاصًا منه لشعبه ليس كعمل فحسب بل كواجب قائد وبطل تجاه شعبه .
وخلص إلى أن عمل أمحمد خداد "سيظل ينير طريقنا, وبأن رحيله يعد خسارة لشعبه وأيضا للمجتمع الدولي بأسره, لأنه في الواقع خلال مسيرته الطويلة, لم يكن حاملًا لواء شعبه فحسب, بل كان أيضًا شاهداً على القيم العالمية للعدالة والشرعية, لهذا السبب سيستمر إرثه في إلهام كل شعبه وكل أولئك الذين يؤمنون بتنظيم علاقات عادلة ومنصفة بين دول وشعوب العالم".
بدوره أكد محامي جبهة البوليساريو أمام محكمة العدل الأوروبية, الأستاذ جيل دوفير, أن القائد الصحراوي الذي توفي العام الماضي كان له دور كبير في الإنجازات التي تحققت في المعركة التي خاضتها جبهة البوليساريو القانونية في المحاكم الأوروبية لوقف نهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية.
وشدد دوفير على أهمية الإنجازات التي تحققت في نضال الشعب الصحراوي وممثله في المعركة القانونية على الموارد الطبيعية في أوروبا, قائلا أن هناك آفاقًا واعدة من محكمة العدل الأوروبية من شأنها تعزيز الموقف السياسي لجبهة البوليساريو.
وقد ربط محامي الجبهة كل هذه الإنجازات وعملية إنهاء الاستعمار التي تشرف عليها الأمم المتحدة بجهود الفقيد أمحمد خداد, وبأن الشعب الصحراوي سيجني المزيد من ثمار تلك الجهود والتضحيات خاصة على مستوى المحاكم الأوروبية التي يُنتظر منها إصدار قرارات قضائية جديدة أخرى ستعزز القرارات السابقة للأحكام الثلاثة التي إعترفت فيها المحكمة بالسيادة الحصرية للشعب الصحراوي على موارده الطبيعية وأهلية جبهة البوليساريو للدفاع عن مصالحه.
ولم يفوت السيد دوفير الفرصة للإشادة بالخصال والصفات التي تميز بها الفقيد وقدرته على إدارة المسائل السياسية والتحليل الدقيق والتفاوض ومهارات قوية في التواصل من أجل تعزيز موقف جبهة البوليساريو والحقوق الأساسية والمشروعة للشعب الصحراوي.
وعبر المحامي الفرنسي في ختام كلمته, عن إعجابه الشديد بالإلتزام الذي أبداه الفقيد والجهود المكثفة التي كان يبذلها بشكل دائم ومستمر دون إدخار أي جهد خلال سنوات العمل على مستوى الإتحاد الأوروبي, معربًا عن خيبة الأمل في فقدان أحد أبرز شخصيات الشعب الصحراوي المقاوم.
وقال رئيس هيئة التعاون المؤسساتي والتضامن الدولي بحكومة جزر الكناري, كارميلو راميريث, أن هذا الزعيم يعد "مرجعا لحركة التضامن وللشعب الصحراوي بأكمله, وهو الذي كرس حياته كلها لخدمة الشعب الصحراوي".
وأضاف "أن الراحل كان يمتاز ببساطته وذكائه وقدرته الخارقة على تحديد الصعوبات والعقبات وتجاوزها بمهارة كما كان أيضا متعاونًا مع الجميع من أجل خدمة وطنه وقد تمكن بذكائه من تحقيق مكاسب لصالح العدالة والحرية أعطت أملاً لمستقبلنا".
ووصف راميريث, رحيل أمحمد خداد في الفاتح أبريل السنة الماضية, "خسارة لزعيم تاريخي شارك في الخط مع رموز أخرى للنضال الصحراوي مثل الولي مصطفى السيد ومحمد عبد العزيز والبخاري أحمد, وهو الذي ناضل بشراسة من أجل الحرية والاستقلال".
وخلص كارميلو راميريث, في ختام تدخله, إلى أن أفضل ما يمكن أن يقدم رفاق وأصدقاء الشهيد لروحه, هو "الإلتزام بالنضال وإتباع طريقه لتحقيق حرية الشعب الصحراوي". (واص)
090/105/700.