تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البيان الختامي للدورة العادية الثالثة للأمانة الوطنية

نشر في

الشهيد الحافظ، 13 يناير 2021 (واص) - عقدت الأمانة الوطنية دورتها العادية الثالثة تحت رئاسة رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم.
وتوجت اشغال الدورة ببيان ختامي هذا نصه :
الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
الأمانة الوطنية
13 يناير 2021
البيان الختامي الصادر عن الدورة العادية الثالثة للأمانة الوطنية
المنعقدة أيام 11، 12 و13 يناير 2021
برئاسة الأخ ابراهيم غالي، الأمين العام للجبهة ورئيس الجمهورية، وفي ظل ظرف غير عادي مترتب عن استئناف الكفاح المسلح منذ يوم 13 نوفمبر 2020 على إثر الخرق العسكري المغربي السافر لاتفاق وقف إطلاق النار من خلال اجتياح قوات الاحتلال للمنطقة المنزوعة السلاح في الكركارات واحتلال جزء آخر من التراب الوطني، اجتمعت الأمانة الوطنية للجبهة في دورتها العادية الثالثة أيام 11، 12 و13 يناير 2021، لتدارس كافة المعطيات المتعلقة بكفاح شعبنا في مختلف مناحي الفعل الوطني من أجل إقرار خارطة طريق مستعجلة لحشد كافة الطاقات وتكييف الخطط والبرامج بما يضمن ضبطها على إيقاع الحرب ومتطلباتها.
 
وبعد نقاشها واثرائها المعمق لتقرير مكتبها الدائم، وقفت الأمانة الوطنية بالكثير من الإكبار والإجلال والتقدير أمام الهبة الوطنية الاستثنائية التي أبان عنها الشعب الصحراوي في مختلف فئاته ونقاط تواجده منذ اللحظات الأولى لفجر يوم 13 نوفمبر تعبيرا عن الوفاء بعهد المقاومة والاستعداد للتضحية والالتفاف حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ممثلا شرعيا ووحيدا ورائدة كفاحه ومسيرته المظفرة نحو النصر الحتمي واستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني. في هذا الإطار، أشادت الأمانة الوطنية أيما إشادة بجيش التحرير الشعبي الصحراوي ومقاتليه الأشاوس والذين بادروا بكل إقدام وبسالة إلى رفع التحدي في ميادين الشرف بالسرعة والكفاءة المطلوبتين ملقنين جنود الاحتلال دروسا ناصعة أخرى في الشجاعة والبذل والتضحية بكل شيء وفاء لعهد الشهداء. كما نوهت الأمانة الوطنية بالكثير من الإجلال استجابة المرأة الصحراوية، معين الكرامة والبذل والصبر الذي لا ينضب، وانخراطها الفعال من موقع ريادي في الدفع بالهبة الشعبية لتشمل مختلف مناحي الجسم الوطني، ومنها الشباب الصحراوي الذي كان اعتبر سماع أول طلقة في الكركارات، مرادفا لصافرة نفير عام في صفوفه للتسابق الى مراكز التدريب للحصول على شرف الانتماء لجيش التحرير الشعبي الصحراوي والاستعداد للاستشهاد والخلود في وجدان الشعب والوطن.
 
لقد أثبت شعبنا الآن، كما في كل منعطفات كفاحنا الوطني، انتماءه لطينة الشعوب التي تشمخ وتنبعث أكثر صلابة وتماسكا مع كل اختبار للمقاومة، مبرزة خلف الفارق العددي فضاءات لا متناهية من التميز الذي يصنع الفارق والمؤسس على التفوق في الايمان بعدالة القضية والاستعداد اللامحدود واللامشروط للتضحية من أجلها.
 
وهي تستعرض جملة التطورات السابقة واللاحقة ليوم 13 نوفمبر 2020، تأسفت الأمانة الوطنية لتقاعس الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في تحميل الطرف المسؤول عن نسف وقف اطلاق النار، ألا وهو المملكة المغربية من خلال اجتياحها العسكري للمنطقة المنزوعة السلاح واحتلالها لأراضي صحراوية جديدة وتشييد حزام عسكري عازل جديد. لقد نبهت جبهة البوليساريو، في مراسلات ومواقف رسمية عديدة، إلى حقيقة مخطط المملكة المغربية في منطقة الكركارات، وضرورة كبح جماحها لتجنب انهيار وقف إطلاق النار والزج بالمنطقة في أتون المواجهات المسلحة من جديد. إن تقاعس الأمم المتحدة وتحييدها مسار التسوية بشكل تدريجي عن سكته الأصلية المتفق عليها بموجب مخطط التسوية الأممي الإفريقي الأصلي، شجع الاحتلال المغربي على المضي قدما في سياسة التعنت والغطرسة وضرب قرارات الأمم المتحدة عرض الحائط، وبالتالي تخريب المسار من أساسه وإعادة النزاع إلى المربع الصفر، مربع الحرب المفتوحة، التي لم تكن خيار الشعب الصحراوي، لكنها فرضت عليه وستخوضها البوليساريو بنفس اصرار وعزيمة ما قبل 1991، في اطار ممارسة حقها المتأصل في المقاومة، كحركة تحرير وطنية باستخدام كل الوسائل المشروعة، بما فيها المقاومة المسلحة وحق الدفاع المشروع عن النفس، لتمكين شعبها من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والحرية والاستقلال الوطني كما ينص على ذلك الميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي واللائحة الأممية 1514 الخاصة بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.
 
ولدى تطرقها لجملة المعطيات المترتبة عن الواقع الجديد الذي زجت المملكة المغربية الإقليم والمنطقة فيه، حذرت الأمانة الوطنية من التداعيات بالغة الخطورة التي ستنجم عن مواصلة سياسة دولة الاحتلال توريط أطراف أجنبية دولية في الحرب على الشعب الصحراوي ومحاولة الالتفاف على حقوقه الوطنية المشروعة. في هذا الإطار، وإذ تجدد تنديدها بإعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب حول الصحراء الغربية ليوم 10 ديسمبر 2020، فإن الأمانة الوطنية للجبهة تستنكر بشدة زيارة مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيد ديفيد شينكر للمدن المحتلة من الصحراء الغربية مؤخرا، والتي تندرج ضمن سياسة الاحتلال الهادفة الى مغالطة الرأي العام الدولي من خلال فتح قنصليات وتنظيم زيارات وتظاهرات ومناسبات لادعاء سيادة لا يمتلكها على الصحراء الغربية.
ولدى تطرقها للمواقف الدولية المعبر عنها مؤخرا، سجلت الأمانة الوطنية بارتياح كبير عزلة موقف الرئيس ترامب وظهوره كصوت نشاز ضمن جملة المواقف الايجابية والمتقدمة الداعية بشدة للتمسك بالوضع القانوني للإقليم وطبيعة نزاع الصحراء الغربية كنزاع تصفية استعمار غير مكتملة، والمعبر عنها من طرف أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسته ليوم 21 ديسمبر 2020، الأمانة العامة للأمم المتحدة، الاتحاد الافريقي، الاتحاد الأوروبي، جمهورية روسيا الفيدرالية، المملكة المتحدة، اسبانيا وغيرها من الدول والمنظمات والأحزاب وهيئات المجتمع المدني والشخصيات المرموقة عبر العالم. كما ثمنت الأمانة الوطنية نتائج مداولات القمة الاستثنائية ال 14 للاتحاد الافريقي، خاصة الفقرة 15 المتعلقة بالصحراء الغربية كآخر مستعمرة في القارة من القرار المصادق عليه في ختام أشغالها، منوهة في هذا الصدد بمواقف الدعم القوية لجمهورية جنوب افريقيا الرئيسة الدورية للمنظمة.
وتوقفت الأمانة الوطنية للجبهة مطولا للتنويه بكل اعتزاز وامتنان للجزائر الشقيقة، برئاسة السيد عبد المجيد تبون، حكومة وشعبا على الموقف المبدئي الراسخ والثابت في دعم كفاح الشعب الصحراوي، والذي يستمد قوته من كونه استمرارا لإشعاع الثورة التحريرية الجزائرية التي ما زالت مصدر الهام لكل المناضلين والأحرار ومرجعا لكل المظلومين عبر العالم. إن إجماع الشعب الجزائري بمختلف أطيافه وقواه الحية الرسمية والشعبية ووقوفه إلى جانب شقيقه الشعب الصحراوي في هذا المنعطف الحاسم من كفاحه الوطني لدليل آخر على متانة ورسوخ قيم التضامن والتآزر والتحالف ووشائج الأخوة الباقية بين الشعبين الشقيقين.
كما ثمنت الأمانة الوطنية علاقات الأخوة وحسن الجوار القائمة بين الجمهورية الصحراوية والجمهورية الإسلامية الموريتانية معربة عن تطلعها إلى تعزيزها وتوطيدها بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وإذ تدعو فرنسا الى الكف عن دعمها اللامشروط للمملكة المغربية في مواصلة احتلالها العسكري لآجزاء من التراب الوطني، تذكر الأمانة الوطنية اسبانيا بمسؤوليتها المركبة، تاريخيا، قانونيا وأخلاقيا إزاء الصحراء الغربية وشعبها، وتنبها الى أن محاباة المملكة المغربية، وإن كانت في الماضي رهانا خطيرا، فإنها تصبح، في ظل التطورات الأخيرة، خطأ قاتلا، ستدفع المنطقة بكاملها ثمنه باهظا، على مستوى الأمن والاستقرار واحترام الحدود الدولية الموروثة غداة الاستقلال.
وأثناء متابعتها لتطورات الأوضاع على مستوى الأرض المحتلة وجنوب المغرب ما بعد 13 نوفمبر، أشادت الأمانة الوطنية بقوة رجع الصدى المجلجل الذي قامت به جماهير شعبنا الأبية في مختلف المدن دعما ومساندة لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي تمثلا لمتطلبات المرحلة بالرغم من إقدام الاحتلال المغربي على تشديد الطوق وإحكام القبضة الأمنية القمعية وتعميق أشكال الحصار العسكري بشكل غير مسبوق. وإذ تندد الأمانة الوطنية بالحملات الانتقامية التي تطال أسرانا المدنيين داخل السجون المغربية، وتجدد المطالبة بالإفراج غير المشروط عنهم، فإنها تحمل المجتمع الدولي المسؤولية كاملة إزاء سلامتهم النفسية والجسدية وفق مقتضيات وتطبيقات القانون الإنساني الدولي على إقليم محتل عسكريا وفي حالة حرب معلنة.
وإذ تثمن الأمانة الوطنية التوسع التدريجي لدائرة الأصوات المغربية المتعاطفة والمؤيدة كفاح الشعب الصحراوي العادل، تعرب، من جهة، عن شجبها للجوء نظام المخزن المغربي لسياسة تجييش وشحن الرأي العام المغربي ضد كل ما هو صحراوي ومن جهة أخرى عن قناعتها الراسخة بأن منطق التوسع آيل إلى الاضمحلال وأن منطق الأخوة وحسن الجوار على أساس الاعتراف والاحترام المتبادل بين الشعبين المغربي والصحراوي حتمية تاريخية مهما طال الزمن.
وفي ختام دورتها العادية الثالثة، واستحضارا لدقة الظرف الذي بقدر ما يحمل من فرص ماثلة لاستثمار الهبة الوطنية لإحداث الوثبة المطلوبة، ينطوي أيضا على مخاطر وتحديات جمة تتطلب حشد كل الجهود والتحلي بقدر كبير من اليقظة والحيطة في التعاطي مع التطورات القادمة. إن خارطة الطريق الوطنية الكفيلة بإحداث النقلة الضرورية، هي التي تضمن تناغم كل نوتات الفعل الوطني وتكاملها في إطار معزوفة التحرير الشاملة التي أصبح الكفاح المسلح، منذ يوم 13 نوفمبر 2020، عنوانها ولحنها الأبرز.
كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية. (واص)
090/105/500