تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ممثل الجبهة بإسبانيا " لقد حذرنا في أكثر من مناسبة من الأطماع التوسعية للنظام المغربي على حساب سيادة دول الجوار"

نشر في

مدريد (إسبانيا)،  25 ديسمبر 2020 (واص) - قال ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا، السيد عبد الله العرابي بأن الصحراويين قد حذروا لسنوات الحكومات الإسبانية المتعاقبة من مغبة "الاستسلام للمغرب" ولسياسة التوسعية على حساب بلدان الجوار، كما حدث مؤخرًا في تصريح رئيس الحكومة المغربية حول سبتة ومليلية، وقيل ذلك التحرش بالمياه الإقليمية المتاخمة لجزر الكناري.
وعبر الدبلوماسي الصحراوي  في تصريح أدلى به لبرنامج "لتاردي" للإذاعة الإسبانية كوبي عن أسفه إزاء إصرار إسبانيا على إرضاء النظام المغربي بأي ثمن، حتى ولو كان على حساب التطلعات المشروعة للشعب الصحراوي، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن جل الحكومات الإسبانية إستسلمت للمساعي المغربية ومقايضة كل المبادرات للتوسط أو لعب دور حاسم وإيجابي يخدم الحل النهائي لقضية الصحراء الغربية.  
وبشأن التطورات الأخيرة، وصف عبد الله العرابي الإعلان الأحادي الجانب للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب الاعتراف بـ"السيادة المزعومة" للمغرب على الأراضي المحتلة للصحراء الغربية بـ"الخطأ" وبأنه يخالف الموقف التقليدي للولايات المتحدة الأمريكية بشأن قضية الصحراء الغربية، كما أنه يضع الإدارة الجديدة في مأزق خطير ويثير التوتر في ذلك الجزء من إفريقيا، مما يقوض أيضا أي جهد لتحقيق السلام في الصحراء الغربية.
وأضاف  المسؤول الصحراوي، قائلا " إن جبهة البوليساريو يحذوها أمل في عدول إدارة جو بايدن الجديدة عن هذا التوجه من خلال إلغاء هذا الإعلان الذي يعرض دور الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي لخطر جسيم، وخاصة الدفاع عن حق تقرير المصير للشعب".
 وردا على سؤال حول وضع الحرب في الصحراء الغربية، أكد المتحدث أنه ومنذ 13 نوفمبر بعد خرق المغرب لإتفاق وقف إطلاق النار، إندلعت فعلا الحرب بين جيش التحرير الشعبي الصحراوي وقوات الإحتلال على طول جدار العار، موضحا بأن ما يثير القلق للغاية هي وضعية المواطنين الصحراويين في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية حيث تتزايد إنتهاكات حقوق الإنسان في ظل غياب تام الصحافة والمراقبين الدوليين.
وفي ذات السياق أعرب عبد الله العرابي عن أسفه لإستمرار فشل بعثة المينورسو  في تنفيذ مهمتها المتمثلة في إجراء الإستفتاء، والرضوخ لمحاولة العرقلة من المغرب وحلفائه في الأمم المتحدة، إلى أن تحولت البعثة إلى مجرد أداة لإدامة الوضع الراهن وإحتلال بلادنا ونهب ثرواتنا الطبيعية.
وفيما يتعلق بدعم المجتمع المدني الإسباني للشعب الصحراوي، أوضح عبد الله العرابي أنه على الرغم من المستوى العالي من التضامن مع شعبنا طيلة السنوات الخمس والأربعين، إلا أن الحكومات المتعاقبة لم تتجاوب مع ذلك الدعم بل للأسف حاولت الحفاظ على مصالحها الاقتصادية بدلا من دعم الشرعية الدولية وتحمل مسؤولياتها التاريخية والقانونية، مشيرا إلى أن جبهة البوليساريو لا تعارض سياسة حسن الجوار بين إسبانيا والمغرب، شرط أن لا تكون على حساب تطلعات شعبنا المشروعة.
 وأختتم  ممثل الجبهة بإسبانيا حديثه بالإشارة إلى خطة التسوية المتعثرة، موضحا في هذا الصدد أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، لا يتفق مع القانون الدولي والطبيعة القانونية لقضية الصحراء الغربية بإعتبارها قضية تصفية إستعمار مدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة الخاصة بإنهاء الاستعمار، في إنتظار تنفيذ الإستفتاء حول تقرير المصير يقرر من خلاله الشعب الصحراوي مستقبله بطريقة ديمقراطية ونزيهة.  (واص)
090/105/500/406