تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الجالية الصحراوية بأوروبا والشتات تطالب اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالوفاء بالتزامتها بشأن حماية المدنيين الصحراويين بالأراضي المحتلة من الصحراء الغربية

نشر في

مدريد، 10 ديسمبر 2020 (واص) طالبت الجالية الصحراوية باوروبا والشتات اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي بالوفاء بالتزامتها بشأن حماية المدنيين الصحراويين بالأراضي المحتلة من الصحراء الغربية ،وكذلك السجناء السياسيين المدنيين الصحراويين في السجون المغربية.
وأكدت الجالية في بيان لها أنه بعد انتهاء اتفاق وقف إطالق النار على اثر الهجوم المغربي على المدنيين الصحراويين خارج المنطقة الخاضعة للإحتلال المغربي، أصبح من الملح أن تتخذ اللجنة إجراءات بهذا الخصوص.
نص البيان :
الي السيد بيتر ماورير، رئيس الصليب األحمر الدولي
نود أن نلفت انتباهكم إلى الحاجة الملحة لإتخاذ إجراءات من طرف اللجنة الدولية للصليب الاحمر بشأن الاراضي المحتلة من الصحراء الغربية والسجناء السياسيين الصحراويين في السجون المغربية. بعد انتهاء اتفاق وقف إطالق النار علي اثر الهجوم المغربي على المدنيين الصحراويين خارج المنطقة الخاضعة للإحتلال المغربي، لم يعد بإمكان اللجنة الدولية للصليب الاحمر عدم الوفاء بالتزاماتها من أجل حماية السكان المدنيين الصحراويين.
السيد الرئيس، تقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر أن مهمتها تشمل ضمان الحماية الإنسانية والمساعدة لضحايا النزاعات المسلحة وحالات العنف الاخرى ، وأنها تتخذ إجراءات استجابة لحالات الطوارئ ، وفي نفس الوقت تعزز احترام القانون الدولي الإنساني وتنفيذه في القانون الوطني.
 إن الوضع الذي يعيشه الصحراويون مقلق للغاية ، ولا سيما وضع أولئك الذين يعيشون تحت الإحتلال المغربي.على الرغم من استمرار انتهاك حقوق الانسان في الصحراء الغربية المحتلة منذ سنة 1975 بما في ذلك جرائم الحرب التي ارتكبتها المملكة المغربية ، والتي لم تتوقف مع اتفاق وقف إطالق النار في عام 1991 ،الا أن اللجنة الدولية للصليب الاحمر فشلت في مساعدة الضحايا الصحراويين.
 منذ انتهاء وقف إطالق النار، ارتفعت وتيرة انتهاكات حقوق الانسان على يد قوات الاحتلال المغربية التي زادت من تواجد قواتها العسكرية وشبه العسكرية في الصحراء الغربية. ونذكر من بين تلك الانتهاكات مداهمة المنازل واختطاف النساء و الرجال والأطفال واحتجازهم وتعذيبهم. كما تحولت أحياء بأكملها إلى "قيتوهات" تحت المراقبة المستمرة.
وما زاد المعاناة هو بلوغ جائحة ذروتها مؤخرا، حيث تم الإبلاغ عن عشرات الوفيات في غضون أيام قليلة .السكان الصحراويون لا يحصلون على العلاج المناسب والمستشفيات القليلة في الاراضي المحتلة ليست مجهزة بالحد الادنى اللازم للعلاج.
في الوقت الذي يمكن للمستوطنين المغاربة الوصول إلى المستشفىات المغربية خارج الصحراء الغربية، فان السكان الصحراويين ضحية الفقر والحصار ولا يستطيعون ذلك.
إن رفض الطواقم الطبية المغربية علاج الصحراويين يتعارض مع قسم الشرف الذي أدوه ويظهر مدى سوء المعاملة والتمييز الذي يعاني منه الشعب الصحراوي تحت الاحتلال.
لقد كان السجناء السياسيون الصحراويون ضحايا محاكمات جائرة واتهامات ملفقة أدت إلى أحكام تصل إلى السجن المؤبد. وقد تم إشعار اللجنة الدولية للصليب الأحمر بحالات الإهمال الطبي والتعذيب وسوء المعاملة والحبس الإنفرادي المطول مرارا ، كما تم توجيه لها طلب زيارتهم في السجون. والي يومنا هذا، لم تقم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بأي محاولة لزيارتهم بسبب "المنع المغربي".
ونسلط الضوء هنا على محنة السجناء السياسيين الصحراويين من مجموعة أكديم إزيك الذين كانوا ضحايا أعمال انتقامية كما ذكرت "آنا راكو" مقرر لجنة الامم المتحدة لمناهضة التعذيب في سنة 2019
السيد الرئيس إن اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكول الإضافي الأول تمنح اللجنة الدولية تفويضا خاصا للعمل في حالة النزاعات الدولية المسلحة. ويحق للجنة الدولية للصليب الاحمر على وجه الخصوص زيارة أسرى الحرب والمعتقلين المدنيين. كما تعطي الإتفاقيات اللجنة الدولية صالحيات واسعًة للمبادرة.
 في النزاعات الدولية غير المسلحة  تتمتع اللجنة الدولية بحق المبادرة الإنسانية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي والمنصوص عليه في المادة 3 المشتركة بين اتفاقيات جنيف الاربع في حالة الإضطرابات والتوترات الداخلية ، وفي أي حالة أخرى تستدعي عملا إنسانيًا ، تتمتع اللجنة الدولية أيضا بحق المبادرة المعترف بها في النظام الأساسي للحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر. وبالتالي، حتى وفي الحالات التي لا ينطبق عليها القانون الدولي الإنساني، يجوز للجنة الدولية أن تعرض خدماتها على الحكومات دون أن يشكل ذلك العرض تدخلا في الشؤون الداخلية للدولة المعنية.
السيد الرئيس، إننا نحث اللجنة الدولية للصليب الاحمر على العمل وفقًا لتفويضها والقيام بإرسال بعثة على وجه السرعة إلى الاراضي المحتلة من الصحراء الغربية لزيارة جميع السجناء السياسيين الصحراويين المحتجزين حاليًا في السجون المغربية.
تفضلوا ، سيدي الرئيس بقبول فائق التقدير والإحترام.
مدريد ، 08 ديسمبر 2020
الجالية الصحراوية في أوروبا والشتات
 120/090(واص)