تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو التي وجهها للشعب

نشر في

الشهيد الحافظ ، 16 أبريل 2020 (واص) -  وجه اليوم الخميس رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي كلمة  للشعب ، تطرق فيها إلى جملة من القضايا الراهنة .
وفيما يلي النص الكامل للخطاب :  
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، الموجهة إلى الشعب الصحراوي. 16 مارس 2020
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها المواطنات، أيها المواطنون،  بنات وأبناء الشعب الصحراوي، أينما كنتم،
تمر كافة شعوب المعمورة هذه الأيام بواحدة من أصعب لحظاتها عبر التاريخ، جراء استشراء وباء كورنا الفتاك، وما أدى إليه من خسائر بشرية ومادية جسيمة، وإزاء الصعوبات البالغة في التغلب على مخاطره المحدقة.
نحن إذن أمام خطر داهم، يتطلب من الجميع، وبلا استثناء، التعاون الكامل والوثيق للتصدي لهذا الوباء، بالحيلولة دون وصوله وانتشاره الكارثي داخل المجتمع.
وكما تعلمون، فإن بلادنا قد عمدت مبكراً، على غرار دول الجوار والعالم، إلى اتخاذ سلسلة من الخطوات الضرورية والملحة، بدءاً من إصدار مرسوم رئاسي يصنف الوضعية الراهنة بأنها استثنائية، ومحكومة بإجراءات خاصة.
وفي وقت لم نسجل فيه، إلى حد الساعة، ولله الحمد والشكر، أية إصابة بهذا الوباء في الأراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية ولا في مخيمات العزة والكرامة، فإننا نثمن المجهود الجبار الذي قامت وتقوم به الآلية الوطنية للوقاية من داء كورونا و، بشكل خاص، ذلك التجاوب الملموس مع إجراءاتها من قبل جماهير شعبنا في مختلف مواقع تواجداتها، بما في ذلك جالياتنا في بقاع العالم. وهذه مناسبة للتوجه بالتحية إلى الأطقم الطبية وإلى الأجهزة الأمنية المتأهبة جميعها، في كل الأوقات، بكل صبر وانضباط. كما نتوجه بتحية خاصة إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي ودوره المحوري في الأراضي المحررة من بلادنا.
إن معركتنا الوجودية المصيرية مستمرة ولن تتوج بنهايتها الحتمية إلا بتحقيق الانتصار واستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني، وهو ما يتطلب الاستعداد الدائم والتحضير الجيد وإعداد العدة والتغلب على كل العقبات.
وفي ظل واقع الاحتلال المغربي الغاشم لبلادنا وما نجم عنه من لجوء وتشريد ونقص في الإمكانيات، نحن مطالبون بجهد مضاعف، في كنف الوحدة الوطنية والحيطة والحذر من مخططات العدو ودسائسه.
وإن الشعب الصحراوي، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، قد عرف كيف يتجاوز المحن ويتغلب على التحديات، مهما كانت جسامتها، وسيكون اليوم كذلك في الموعد، وسيتصدى لهذا الوباء العالمي الخطير، بكل وعي ومسؤولية وانضباط والتزام.
وهذه مناسبة لنوجه رسالة التضامن والمؤازرة إلى جماهير شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية في مواجهة غطرسة دولة الاحتلال المغربي وفي مواجهة جائحة كورونا. وبالمناسبة، نجدد إلحاحنا على الأمم المتحدة لتتحمل المسؤولية في ضمان حماية مواطنينا هناك عامة، وخاصة الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، ونحمل دولة الاحتلال المغربي المسؤولية الكاملة عن حياتهم، خاصة إزاء انعدام الظروف الصحية في تلك السجون وتفشي داء كورونا فيها.
أيتها المواطنات، أيها المواطنون،  بنات وأبناء الشعب الصحراوي، أينما كنتم،
إن السلطات الصحراوية، بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في الجوار وفي العالم، لم ولن تدخر جهداً في اتخاذ كل الخطوات اللازمة للتصدي لهذا الوباء، والعمل على حل الإشكالات التي قد تترتب عنها، وعلى ضمان الخدمات الأساسية. لكن خطورة الوباء وسرعة انتشاره، تتطلب منا جميعاً، سلطاتٍ ومواطنين، الانخراط بكل جدية وتعاون ويقظة وحيطة وحذر، بشكل صارم ودائم، كل من موقعه، في هذا المجهود الوطني والعالمي.
إنني أنتهز السانحة لأتوجه إليكم بهذا النداء، من أجل المصحلة الوطنية العليا، ومن أجل حماية أنفسكم وأفراد عائلاتكم وجيرانكم وشعبكم عامة من عدو خبيث، لا  يُـرى بالعين المجردة، وينتشر انتشار النار في الهشيم، حالما يجد من يشعل فتيل العدوى، عن جهل أو تساهل أو تعمد.
إن أكبر الدول والحكومات وأقواها، رغم كل قدراتها الهائلة وأنظمتها الصحية الراقية وتطورها العلمي والتقني العالي، لم تجد إلى اليوم أي وسيلة للتصدي لهذا الوباء إلا بالاحترام الصارم  للحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والالتزام بالإجراءات الصحية.
نحن أمام تحدي كبير، ومسؤولية وطنية شاملة، أنت، أيها المواطن وأنت، أيتها المواطنة، مسؤولون ومعنيون مباشرون فيها. إنها تتطلب الفهم الجيد للوضعية ومخاطرها والتفهم الكامل للإجراءات الواجب إتباعها والالتزام بها.
إن كل المواطنات والمواطنين الصحراويين مطالبون اليوم بالبقاء في مواقعهم، سواء في الأراضي المحررة أو في مخيمات العزة والكرامة أو في أي موقع آخر، والتقليل، إلى أقصى حد، من حركة الأشخاص والآليات، لمواجهة هذا الداء بالطريقة الوحيدة الناجعة المتاحة اليوم، وهي الوقاية، باعتبارها حجر الأساس في تجربتنا الصحية الناجحة.
يجب أن نقف جميعاً وقفة رجل واحد في مواجهة خطر محدق، بأن نتحلى بأعلى درجات الوعي والمسؤولية، بأعلى درجات الحزم والصرامة في رفض كل التجاوزات والمخالفات، بأن نلح ونحرص كامل الحرص على تنفيذ الإجراءات والإتباع الدقيق للتعليمات الصحية.
حفظ الله شعبنا وشعوب العالم من هذا الوباء، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية. (واص)
090/105/500.