تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة يكذب المزاعم المغربية بخصوص الموقف الأمريكي من قضية الصحراء الغربية

نشر في

نيويورك 12 غشت 2019 ( واص ) - رد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة الدكتور سيدي محمد عمار ، على ما تناولته وسائل الإعلام المغربية بخصوص المقالات التي نشرها نهار أمس الصحفي "ديون نيسينبوم" في جريدة (وول ستريت جورنال) الأمريكية ، وفي تصريح للدكتور سيدي محمد عمار ، فإنه ليس بالشيء الجديد، فقد عودتنا الأبواق الدعائية التي تسخرها دولة الاحتلال المغربية لخدمة أجندتها الاستعمارية على التضليل وإيهام الرأي العام الداخلي والخارجي بوقائع ومزاعم لا أساس لها من الصحة.
وفي هذا الإطار زعمت بعض وسائل إعلام دولة الاحتلال أن المجلة الأمريكية نفسَها (وليس الصحفي صاحب المقال) تحدثت عن الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية الجديدة وبالتحديد عما أسمته "معارضتَها لدولة صحراوية مستقلة" في الصحراء الغربية. أما الموضوع الآخر الذي روجت له وسائل الإعلام المغربية هو الزعم بأن المجلة تحدثت عن صلة جبهة البوليساريو "بالإرهاب" وما إلى ذلك من مزاعم باطلة.
ولتبيين الحقائق ودحض هذه المزاعم -يقول الدكتور سيدي محمد عمار- دعونا نرى ما قاله الصحفي المذكور في مقالاته.
ففيما يتعلق بالنقطة الأولى، ما يقوله الصحفي حرفيا هو أنه وفقًا لمسؤولين مغاربة وغربيين ممن شاركوا في المفاوضات "فقد أوضحت (إدارة ترامب) في محادثات خاصة أن الولايات المتحدة تدعم المغرب في معارضته لإنشاء دولة مستقلة" في الصحراء الغربية. فما نقله الصحفي هو إذا مجرد قول منسوب لمسؤولين مغاربة وغربيين (والله يعلم ماهي هويتهم) وليس لأي مسؤول أو مؤسسة أمريكية رسمية.
وحول هذه النقطة بالذات، اسمحوا لي -يضيف الدكتور عمار- أن أؤكد أن الموقف الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية قد شهد تطورات كثيرة عبر المراحل المختلفة للنزاع كما أثبتت ذلك الوثائق الأمريكية الرسمية التي رُفعت السريةُ عنها مؤخرا من قبل وكالة الاستخبارات المركزية ، ومع ذلك، باختصار، هناك عناصر يجب إبرازها في هذا الإطار:
"أولا، تأكيد الإدارة الأمريكية الرسمي بأنها لا تعترف بأي سيادة مغربية على الصحراء الغربية عندما وقعت على اتفاقية التجارة الحرة مع المغرب في يوليو 2004.
ثانيا، دعم الإدارة الأمريكية الرسمي والصريح لحل سياسي يكفل تقرير مصير شعب الصحراء الغربية كما أكدت على ذلك كل التصريحات العلنية التي أدلى بها دبلوماسيون أمريكيون عقب تبني مجلس الأمن لقراراته الأخيرة حول تجديد ولاية بعثة المينورسو في الصحراء الغربية.
ثالثاً، أنه خلال العامين الماضين، تم عقد خمسةِ لقاءات رسمية بين مسؤولين أمريكيين وصحراويين وبناءً على طلب الجانب الأمريكي أساساً. وفي هذه اللقاءات التي جرت في العاصمة الأمريكية واشنطن وفي عاصمتين أوروبيتين وعاصمة إفريقية، لم يعرب المسؤولون الأمريكيون أبدًا عن معارضتهم لإنشاء دولة صحراوية مستقبلا أو ما شابه ذلك، وإنما كانوا دائما يؤكدون موقفهم الرسمي الذي أشرت إليه سابقا وعلى ضرورة أن تجري المفاوضات المباشرة بين الطرفين ودون أية شروط مسبقة من أجل التوصل إلى الحل الذي دعا إليه مجلس الأمن في قراراته ذات الصلة. وبالإضافة إلى ذلك، فقد كانت تلك اللقاءات أيضًا فرصة للجانب الصحراوي للتأكيد للمسؤولين الأمريكيين على الموقف المبدئي لجبهة البوليساريو المتمثل في الدفاع القوي عن حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال الذي يعتبر حقا ثابتا وغير قابل للتفاوض، و أن الهدف النهائي للكفاح الصحراوي المشروع الذي تقوده جبهة البوليساريو هو الاستقلال التام واستعادة السيادة على كامل التراب الوطني" يضيف سيدي عمار.
أما فيما يتعلق بالاتهامات المرتبطة بالإرهاب، فإن الامر الذي حرفته وسائل الدعاية المغربية هو أن الإشارة الواردة في مقال الصحفي المذكور إلى ما يسمى بالدولة الإسلامية والقاعدة إنما جاءت كجزء من تصريح أدلى به وزير خارجية دولة الاحتلال المغربية في مقابلة أجراها معه كاتب المقال بالعاصمة المغربية. وبالتالي فهو ليس تقريرا صريحًا من قبل الصحفي أو المجلة حول هذا الموضوع، وإنما هو نقل لتصريح مسؤول مغربي نعلم أجندته الخفية العلنية، وما دام كذلك فهو ليس بحاجة إلى أي تعليق. ويبقى أن أشير، يقول سيدي عمار، أن وزير خارجية دولة الاحتلال اعترف حرفيا في التصريح المذكور بوجود إرهابيين في المغرب وفي مدينة الدار البيضاء بالتحديد، ولا يسعنا المجال هنا للتحدث عن صلة النظام المغربي بالإرهاب والاتجار بالمخدرات والبشر والجريمة المنظمة التي هي كلها أمور معلومة للجميع.
ويؤكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة ، باختصار، وكالمعتاد، فالدعاية المغربية التي هي موجهة بالأساس إلى الاستهلاك الداخلي لا تهدف إلا إلى زرع الغموض وخلط الأوراق في وقت يُظهر فيه نظام دولة الاحتلال فشلهَ الذريع في تشريع احتلاله وضمه غير المشروع لأجزاء من الصحراء الغربية التي تبقى كما تعترف بذلك الأمم المتحدة، قضيةَ تصفية استعمار بانتظار الحل في إطار مبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
( واص ) 090/100