تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الذكرى الـ 14 لانتفاضة الاستقلال .. مقاومة سلمية مستمرة رغم همجية الإحتلال

نشر في

الشهيد الحافظ 21 ماي 2019 ( واص ) - تحل اليوم الذكرى14 لانتفاضة الاستقلال المباركة التي خرجت فيها الجماهير الصحراوية بمدينة العيون المحتلة حاملة الشعارات المنادية بحياة الشعب الصحراوي والمنددة بالاحتلال المغربي وسياسياته بالمنطقة والأعلام الوطنية المعبرة عن تشبث هذه الجماهير بخيار الاستقلال الوطني من خلال ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير مصيره.
وبالعودة إلى تاريخ الانتفاضات الصحراوية ، فإن انتفاضة الاستقلال المباركة ماهي إلا امتداد لوعي صحراوي متجذر في النفوس لايرضى بغير الحرية بديلا، فكانت انتافضة الزملة التاريخية ضد المستعمر الإسباني في 17 يونيو 1970 بقيادة الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري الذي كان من ضحاياها حيث اعتقل وظل مصيره مجهولا حتى اليوم ، تلتها انتفاضة الطنطان 1972 التي وجدت هي الأخرى قمعا عنيفا من المستعمر ، حيث اعتقل العشرات من المواطنين الصحراويين من مختلف الأعمار والأجناس، كما عذب وشرد الكثير ، إلا أن ذلك لم يثن هذا الشعب عن نضاله وكفاحه المرير من أجل حقه ، وبالتالي تنظيمه وتأطيره تحت ممثل شرعي وحيد أسس في 10 ماي 1973 " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب".
وقد جاءت هذه الانتفاضة في خضم تقاعس المنتظم الدولي عن تطبيق الشرعية الدولية وتماطل العدو المغربي في الامتثال لها مسنودا من بعض القوى العظمى ، ليتوجها بمحاولات إيجاد حلول أخرى للنزاع خارج الإطار الدولي.
هذا التوجه فرض على جبهة البوليساريو الرد الصارم على مثل هذه المحاولات الرامية إلى فرض أمر الواقع الاستعماري وتغيير بوصلة الحل ، فكان لابد من التعبئة والتجند لدحر مؤامرات الاحتلال المغربي ، فجاءه الرد من حيث لا يحتسب ؛ لتخرج الجماهير الصحراوية في مسيرات ووقفات واعتصامات سلمية مطالبة بإحقاق الحق والاصطفاف وراء ممثلها الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في الدفاع عن طموحات وآمال الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال الوطني.
وشكلت انتفاضة الانستقلال ماي 2005 نقلة نوعية في المقاومة ضد الاحتلال المغربي، من حيث الأساليب والزخم والتنوع والانتشار، وسجلت محطات ناصعة ومتميزة، على غرار ملحمة أكديم إزيك سنة 2010 أو مظاهرة الرابع من ماي سنة 2013 وغيرها".
هذا وتعتبر 21 ماي 2005 ذكرى خالدة في تاريخ شعبنا المكافح والتي أحدثت تحولات جذرية وعميقة في طرق وأساليب المقاومة المريرة في التصدي لأطماع الاستعمار والتوسع ؛ ف10 ماي 1973 تأسيس الإطار السياسي المعاصر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، 20 ماي 1973 اندلاع الكفاح المسلح والرقى إلى امتشاق البندقية في عملية الخنكة إيذانا بخوض حرب ضروس شاملة وكاسحة ، وفي 21 ماي 2005 ومن قلب الأرض المحتلة في العاصمة العيون وأمام خمول الأمم المتحدة في التعجيل بممارسة شعبنا لتقرير مصيره المفضي إلى الاستقلال واستجابة لإشارة القيادة السياسية انتفضت جماهير شعبنا بالأعلام الوطنية ضد نظام الاحتلال المغربي مدشنة محطة تاريخية أخرى متقدمة وبأساليب سلمية تحطمت بفعلها الميداني هواجس الخوف والتعتيم التي هيمنت سنين طوال مارس خلالها العدو كل الأساليب الوحشية بما فيها الاختطاف والقتل والاختفاء القسري والمحاكمات الصورية والتنكيل والحصار الجماعي
كما تعتبر انتفاضة الاستقلال نوع آخر بحيث لم تكن محدودة في الزمان باعتبارها انتفاضة مرتبطة بالاستقلال ولا في المكان والتي شملت خارطة الشعب الصحراوي من أمحاميد الغزلان شمالا إلى مدينة الداخلة جنوبا وكذا الصحراويين المتواجدين في المواقع الجامعية المغربية"
انتفاضة الاستقلال اليوم أصبحت فكرا متجذرا لدى كافة جماهيرنا المقاومة ونضال ميداني استراتيجي حققت من مكاسب وانتصارات عملاقة خلال 12 سنة من التصعيد الدائم ضد الاحتلال من أبرزها وحدة وطنية فولاذية تكسرت عليها كافة الخطط التآمرية والحلول المشبوهة وارتقت إلى تعرية حقيقة نظام الاحتلال وعمقت من عزلته على المستوي الدولي.
ويعد  خيار المقاومة السلمية (انتفاضة الاستقلال) الذي دشنته جماهير شعبنا يوم 21 ماي 2005 جبهة تصادمية أخرى مفتوحة على العدو وبمختلف الطرق والأساليب التي تتفنن فيها عبقرية المقاومين في ابتداع الجديد من أجل إحراز مكاسب أكثر والتقدم نحو مرحلة إخضاع العدو الغازي لإرادة شعبنا في الحرية والاستقلال   . (واص)
090/105