تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ملف عن الدوريات الإسبانية التي استولى عليها مناضلو جبهة البوليساريو يومي 10 و11 ماي 1975

نشر في

الشهيد الحافظ 11 ماي 2019 ( واص ) - بعد تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في العاشر ماي 1973 واندلاع الكفاح المسلح بعدها بعشرة أيام في 20 ماي ، برزت قدرة الثوار الصحراويين على مجابهة الاستعمار الإسباني وتنفيذ عمليات عسكرية نوعية ؛ وهو ماجسدته عملية آكجيجمات 17/12/1974 والتي لقنت جيش الاستعمار درسا قويا ، رغم ضعف إمكانيات الثوار المادية آنذاك ، وجعلت النظام الفرانكوي ينزع الثقة من جنوده وعتاده الحربي.
هذه التطورات دفعت القوة الاستعمارية -في نظر جبهة البوليساريو- إلى اللجوء إلى "حلفائها التاريخيين في كل من المغرب وموريتانيا" حيث شنت القوات المغربية حملة مسح شاملة على طول الحدود الجنوبية المغربية وحتى داخل بعض المناطق الشمالية من الصحراء الغربية في حين قامت القوات الإسبانية المشكلة في معظمها من اللفيف الأجنبي بحملة مماثلة على المناطق الشمالية من الوطن. وفي مواجهة النهب للثروات الطبيعية ، قام مناضلو جبهة البوليساريو  المنخرطون داخل صفوف الشركات الإسبانية بتنفيذ عمليات "جريئة تتالت في شهر ماي حيث ألقوا القبض على 15 جنديا وضابطا إسبانيا والاستيلاء على عدة سيارات وكمية كبيرة من العتاد الحربي"
هذه الضربات اضطرت إسبانيا إلى إخلاء إدارتها من بعض المراكز الحساسة كآغوينيت ، التفاريتي ، أمڭالا ، المحبس ، آوسرد وأڭليبات الفولة إلى جانب بعض المناطق الأخرى ؛ وهو ما ساهم بشكل فعال في تحطيم معنويات جنود الاستعمار ودفعهم إلى التمرد وعدم القدرة على الدخول في معارك مع مقاتلي جيش التحرير الشعبي بحسب التقييم السياسي المقدم للمؤتمر الثالث لجبهة البوليساريو.
بعد ذلك دخلت قيادة جبهة البوليساريو "مرحلة الانفتاح" على إسبانيا حيث انعكس هذا التفتح على صعيد الجيش الشعبي خصوصا بعد إطلاق سراح الضباط والجنود الإسبان الذين كانوا تحت قبضة ثوار جبهة البوليساريو مع تسليم رفات الموتى في مقابل إطلاق سراح الأسرى الصحراويين لدى الجانب الإسباني ، لتقوم بعدها السلطات الاستعمارية الإسبانية بنزع سلاح جميع الصحراويين الذين كانوا منخرطين في صفوف جيشها.
تقول جبهة البوليساريو في مجلة 20 ماي لسانها المركزي عدد شهر ماي 1975 في توصيف تلك الظروف ؛ حيث قامت مجموعة من مناضلي جبهة البوليساريو بعملية جريئة في الناحية الجنوبية من الوطن المحتل وذلك بتاريخ 10 ماي 1975 وتم الاستيلاء على الدورية بأكملها وتم اعتقال كل من : الملازم فرانسيسكو لورونصو ، الملازم خوسي سنتيشيس بيسكاس ، رقيب خوسي سابرير ينوريوس ، عريف كارنينتوا سلنتي كالديتو ، جندي ماتوس اريدياس بيريس ، جندي رومورا رويورود ريكيث ، جندي بيسنتي بلانكوكارسيا.
وكانت الدورية تتكون من سبع سيارات وفي حوزتها كميات من الأسلحة والذخيرة : مسدس عيار 9 مم ( 8) ، أسلحة من نوع س م ( 30 ) ، مدافع رشاشة من نوع م ج (3) ، مورتو عيار 60 مم ( 1) ، صواريخ (3) ، قنابل خفيفة لمدفع س م 100 ، قنابل يدوية 70 ، أجهزة مواصلات لاسلكية ( 5) من بينها جهاز خاص بالطيران وكميات هائلة من الذخيرة والتموين والملابس.
وبتاريخ 11 ماي 1975 قامت وحدات أخرى بعملية مماثلة في الناحية الشمالية من وطننا المحتل وبعد اشتباك قصير من العناصر الإسبانية سيطر مناضلونا على الدورية وقد أسفر الاشتباك عن : مقتل جندي إسباني ، جرح جنديين إسبانيين ، اعتقال الضباط والجنود : الملازم أنطونيو فيدينو نفارو ، الملازم خوان البريس خمس ، رقيب دينيال فوينتيس كاروطي.
وبعد مفاوضات بين وفد عن جبهة البوليساريو برئاسة أمينها العام الأسبق الولي مصطفى السيد مع وزير الخارجية الإسبانية يومها ماورو ، تم تسليم الأسرى الإسبان سبتمبر 1975 وكان من نتائج ذلك إطلاق إسبانيا للأسرى الصحراويين بمن فيهم المجموعة الفدائية التي نفذت عملية نسف الشريط الناقل للفوسفات يوم 20 أكتوبر 1974.
( واص ) 090/100