تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"استقلال الصحراء الغربية، حق غير قابل للتصرف " (وزيرة العلاقات الدولية والتعاون بجمهورية جنوب إفريقيا)

نشر في

جوهانسبورغ (جنوب إفريقيا)، 07 يناير 2017 (واص) - أكدت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون الجنوب افريقية السيد مايتي انكوانا ماشاباني أن زيارة العمل التي يقوم بها  هذا الأسبوع إلى جنوب أفريقيا، الرئيس الصحراوي ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي، زيارة  مهمة لأنها تأتي في وقت يمزه تخليد  الذكرى ال40 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، التي تأسست في عام 1976، وفي ظل استمرار الاحتلال اللاشرعي للصحراء الغربية من طرف المملكة المغربية.
لقد حافظت جنوب أفريقيا - تؤكد وزيرة العلاقات الدولية والتعاون الجنوب افريقية - على موقف مبدأ داعم لحق للشعب الصحراوي في تقرير المصير كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة وفي القانون  المؤسس للاتحاد الإفريقي. كما أننا – تضيف الوزيرة مايتي انكوانا ماشاباني - كثفنا تضامننا مع حركة التحرير الصحراوية " جبهة البوليساريو"، كونها تقود الشعب الصحراوي في سعيه لتحقيق السلام والاستقلال.
الزيارة المرتقبة للرئيس إبراهيم  غالي تشير بقوة إلي التزام جنوب أفريقيا الذي لا يتزعزع تجاه حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ، كما أنها تهدف إلى تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية بين بلدينا.
في سبتمبر 2004، قررت جنوب أفريقيا الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عندما أصبح واضحا أن المغرب استبعد أي احتمال لإجراء استفتاء في الصحراء الغربية في انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن رقم 1495 لعام 2003. فمنذ ذلك الوقت ترسخت العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا من خلال فتح سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية  في بريتوريا، في حين تم اعتماد سفيرنا بالجزائر كسفيرلدي الجمهورية الصحراوية . كما تم  تقديم مساعدات انسانية من خلال صندوق النهضة الأفريقية وبعدها توسعت  مجالات التعاون بين البلدين في مجال المشاورات الدبلوماسية والفنون والثقافة، وتنمية الشباب والرياضة، وكذلك الإغاثة الإنسانية وإزالة الألغام.
إن معاناة شعب الصحراء الغربية وعدم التوصل إلي حل دائم للكفاح من أجل تقرير المصير في الإقليم على أساس الشرعية الدولية – تؤكد الوزيرة الجنوب افريقية - لا زال يشكل مصدر قلق كبير لحكومة جنوب أفريقيا. فقضية الصحراء الغربية مسجلة على جدول أعمال تصفية الاستعمار في للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لأكثر من خمسين عاما، فمنذ سنة ١٩٦٣ أدرجت المسألة على قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي بموجب المادة 73 من ميثاق الأمم المتحدة طبقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 لسنة 1960 القاضي بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.
لقد واصلت جبهة البوليساريو نضالها من أجل وضع حد لجميع أشكال الاحتلال الأجنبي من الصحراء الغربية.ففي عام 1976 شكلت حكومة في المنفى وأعلنت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وفي  نوفمبر من عام 1984، تم الاعتراف بالجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو من قبل  منظمة الوحدة الأفريقية، التي أصبحت فيما بعد الاتحاد الأفريقي ، مما أدى إلى انسحاب المغرب من المنظمة احتجاجا علي قبولها للدولة الصحراوية وفي مايو 1991انهت جبهة البوليساريو والمغرب سنوات عديدة من القتال بعد التوصل إلى اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة يمكن من حل سياسي.لان تسوية الوضع النهائي للصحراء الغربية لن يُتم إلا عبر إجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة يمكن سكان هذه الأرض من ممارسة حقهم المشروع في تقرير المصير.
جنوب أفريقيا – تؤكد وزير العلاقات الدولية والتعاون - ستظل واثقة من أن تحديد موعد لإجراء استفتاء على تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، لابد أن يتحقق. وبالتالي فإننا نؤيد الدعوة التي وجهها الاتحاد الأفريقي والجمعية العامة للأمم المتحدة لتحديد موعد لإجراء الاستفتاء وفقا للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 16 أكتوبر 1975
إن الاتحاد الإفريقي يدعو الى تكثيف وتنسيق الجهود الدولية من أجل تنظيم استفتاء لتقرير المصير، وفقا لقرارات منظمة الوحدة الأفريقية / الاتحاد الأفريقي وقرارات الأمم المتحدة يمكن من إنهاء الاستعمار.
وفي هذا الصدد، ستواصل جنوب أفريقيا دعم جهود المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي للصحراء الغربية، الرئيس السابق جواكيم شيسانو، الذي التقى مع مجلس الأمن الدولي وممثلين آخرين رفيعي المستوى في العام الماضي لمناقشة سبل إيجاد حل عادل ودائم يضمن حقت تقرير  المصير لشعب الصحراء الغربية.
أفريقيا لها  مسؤولية – تضيف الوزير الجنوب افريقية - أخلاقية وسياسية للمساهمة في حل الصراعات في القارة ويجب أن تلعب دورا قياديا من خلال توجيه الجهود الدولية بشأن الصراع في أفريقيا.
إن  انخفاض التمويل الإنساني للاجئين الصحراويين إلى جانب تزايد الإحباط بين الشباب الصحراوي أمام عدم إحراز تقدم في المفاوضات، وعدم وجود فرص العمل يشكل مخاطر محدقة بالمنطقة في المستقبل القريب. ولهذا يجب على المجتمع الدولي زيادة الدعم الإنساني تجاه اللاجئين الصحراويين، الذين ما زالوا يعيشون في ظروف مناخية قاسية، بسبب عدم حل الصراع. ونحن نرى أن عدم إحراز تقدم في مسار المفاوضات ترك عواقب وخيمة علي المستوي الإنساني ولكن أيضا يشكل عائقا نحو مزيد من التكامل الإقليمي والتعاون الأمني في المنطقة.
جنوب أفريقيا ستواصل دعوتها  إلى طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو لاستئناف المفاوضات المباشرة بحسن نية ودون شروط مسبقة للتوصل إلى حل سياسي مقبول من الطرفين، ويضمن حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية. كما ندعو إلى نهاية للاستغلال غير المشروع للموارد الإقليم المحتل و الى وقف انتهاكات حقوق الإنسان الممارسة ضد الشعب الصحراوي.
نحن نثق أنه في أبريل عام 2017، سيتم اتخاذ  إجراءات هامة لوضع مسألة حقوق الإنسان في الاعتبار ودمجها في ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) خلال التجديد لها من طرف مجلس الأمن.يجب إعطاء البعثة ولاية لرصد وتقديم تقرير إلى المجلس بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
في النهاية نؤكد أننا سنظل ملتزمون بمواصلة السير مع شعب الصحراء الغربية حتى أن تتحقق أمانيه في الحرية والعيش علي أرضه وتقرير مستقبله. (واص)