رئيس الجمهورية يطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف صارم حيال تجاوزات دولة الاحتلال المغربي

بومرداس (الجزائر)، 09 غشت (واص) - طالب اليوم الثلاثاء رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقف صارم حيال ممارسات دولة الاحتلال المغربي التي تصب زيت الخراب والدمار على نار التوتر وعدم الاستقرار.
و أبرز رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها بمناسبة إشرافه على افتتاح أشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو و التي تحتضنها مدينة بومرداس الجزائرية "أن فلسلفة التوسع والحدود المفتوحة القائمة إلى اليوم لدى حكام المملكة المغربية، والتي لا تحترم القانون الدولي ولا يقيدها دستور وطني، هي التي وقفت وراء الاعتداء المغربي الغاشم على حدود الدولة الجزائرية سنة 1963، وهي لا تزال تضمد جراح حرب التحرير الوطني ضد الوجود الاستعماري الفرنسي"
وأضاف إبراهيم غالي أن تلك الفلسلفة التوسعية هي التي جعلت المملكة المغربية تطالب بأراضي شاسعة من الجزائر ومالي وموريتانيا، التي رفضت الاعتراف بها كدولة حتى سبعينيات القرن الماضي.
و أعتبر رئيس الجمهورية أن ذلك التوجه التوسعي العدواني هو الذي يقف وراء الاجتياح العسكري للقوات الملكية المغربية للصحراء الغربية سنة 1975، وما نجم عنه من حرب ظالمة لا تزال تهدد السلم والأمن في المنطقة، ومحاولة إبادة حقيقية للمدنيين الصحراويين العزل، بقنابل النابالم والفوسفور الأبيض المحرمة دولياً وعمليات التقتيل الجماعي بأبشع الأساليب، بما فيها دفن الأحياء أوحرقهم أو رميهم من الطائرات العمودية أو بالرصاص أو بتسميم الآبار أو تحت التعذيب أو في السجون والمخابئ السرية، بعد حملات وحشية من الاعتقالات، وعمليات قمع وتنكيل لا تزال فصولها متواصلة إلى اليوم.
كما أكد إبراهيم غالي أن وضعية معتقلي اقديم إيزيك خير مثال على ذلك، حيث تناور دولة الاحتلال المغربي اليوم بالمراوغة والتهرب من كونها ارتكبت جريمة لا تغتفر باعتقالهم ظلماً ومحاكمتهم زوراً أمام محكمة عسكرية، وتتحدث عن محكمة مدنية، في وقت لا فرق إطلاقاً، بالنظر إلى الوضعية القانونية الدولية للصحراء الغربية، بين محكمة مدنية أو عسكرية مغربية، لأنها كلها محاكم احتلال عسكري لا شرعي، لا هدف له إلا إسكات صوت شعب يطالب بحقه المشروع، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال.
و أستعرض الأمين العام لجبهة البوليساريو حالة الشهيد إبراهيم صيكا، الذي اغتالته السلطات المغربية جنوب المغرب، كمثال حديث على سياسة تستهدف العنصر الصحراوي، ليس بالاغتيال فحسب، بل بدفن الضحايا بدون حضور عائلاتهم، قبل إجراء تحقيق وتشريح مستقل ونزيه، في مسعى مكشوف ومدان لإخفاء الحقيقة وحماية القتلة، وهو أمر تكرر في حالات أخرى، منها على سبيل المثال الشهداء سعيد دمبر وحسنة الوالي ومحمد لمين هيدالة.
واستطرد قائلا أن سياسات دولة الاحتلال المغربي لم تقف عند هذا الحد، بل إنها تساهم اليوم مساهمة حاسمة في تمدد واستشراء واحدة من أخطر آفات العصر، بإغراق المنطقة بمخدرات المغرب، كأكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي، وما ينجم عن ذلك من آثار وانعكاسات خطيرة على بلدان وشعوب المنطقة، اجتماعية واقتصادية وأمنية، ناهيك عن دورها المحوري في دعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة وتمويل للجماعات الإرهابية.
وأشار رئيس الجمهورية الى أن الدور الذي تضطلع به الجمهورية الصحراوية اليوم في التصدي لهذه المخاطر والآفات، بالتعاون والتنسيق مع الجيران من الحلفاء والأشقاء والأصدقاء، تنفيذاً لالتزاماتها الدولية و في إطار الاتحاد الإفريقي، يجعلها اليوم بحق عامل اعتدال وتوازن واستقرار في المنطقة. (واص)
090/130.