تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الناشطة الحقوقية الصحراوية سلطانة سيد إبراهيم خيا تطالب المنتظم الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الانتهاكات المغربية الخطيرة ضد الصحراويين العزل

نشر في

بوجدور المحتلة 21 مارس 2021 (واص) - طالبت الناشطة الحقوقية الصحراوية سلطانة سيد إبراهيم خيا، المنتظم الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الانتهاكات المغربية الخطيرة ضد الصحراويين العزل بالمناطق المحتلة.
وأكدت سلطانة خيا في رسالة إلى الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، على ضرورة توسيع صلاحيات بعثة المينورسو كحاجة ملحة لوضع حد لهذه الانتهاكات أو على الأقل التقرير عن التجاوزات التي يكابدها كل المواطنين الصحراويين الأبرياء العزل .
وأبرزت الناشطة الحقوقية أنه لم يعد مستساغا القبول بهذا الموقف السلبي للأمم المتحدة وأصبح من الضروري الحاجة الملحة إلى اتخاذ موقف حاسم عوض الوقوف موقف المتفرج والشاهد الحاضر ميدانيا، الغائب فعليا بتغاضيه على الممارسات المقيتة لنظام استعماري مستحكم يعتبر نفسه فوق القانون وفوق الجميع.
نص الرسالة :
السيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس
شكل الثالث عشر من نوفمبر الماضي منعطفا خطيرا في مسار القضية الصحراوية ، ليؤشر على بداية مرحلة  فاصلة ضاعفت وستضاعف -حسب كل التوقعات والمعطيات- معاناة الصحراويين المدنيين الواقعين تحت وطأة الاحتلال المغربي. كما يعد أيضا هذا التاريخ  تراجعا عن التزامات  ومسؤوليات كان يقع عبؤها الأكبر على عاتق الأمم المتحدة بوصفها راعية للسلام المهلهل أصلا،  والذي كان محط رهان يشغل بال العديد من الأطراف المباشرة والمعنية بالملف. ويمكن رصد تجليات هذا الوضع الجديد الذي مثل منحى ارتداديا ، وتنصلا من كل الالتزامات السابقة، في تعارض صارخ مع نصوص وقرارات الشرعية الدولية فيما يلي:
- استهداف المدنيين العزل بشريط الكركرات.
- عسكرة المدن المحتلة بشكل لافت ورهيب .
- العودة السافرة إلى أساليب الاختطاف والاعتقال التي طالت كل شرائح المجتمع بما في ذلك القاصرون.
- اللجوء إلى مداهمة منازل المواطنين الصحراويين وتعريضهم للخطر.
- استهداف النشطاء الحقوقيين وعائلاتهم.
- تقييد حرية حركة النشطاء والإعلاميين وتعريضهم للابتزاز المادي والمعنوي كمحاولة يائسة للمساومة والإخضاع.
- استفحال وتدهور أوضاع الأسرى المدنيين الصحراويين بالسجون المغربية جراء الانتهاكات  الصارخة لحقوق الإنسان .
- معاناة عائلات المعتقلين وتجشمها الصعاب للتنقل بين مديريات السجون داخل المغرب.
- اعتماد الحصار أسلوبا ردعيا لإخفاء الحقائق وطمس معالم الجرائم البشعة المقترفة في حق شعب أعزل.
- إطباق تعتيم وحصار إعلامي على الأوضاع المتردية بالمناطق المحتلة.
- تقنين العمل الإعلامي والصحفي وفق نهج رقابي شديد.
السيد الأمين العام :
هذه صورة مختزلة لواقع الحال المتردي في الشق المحتل من الصحراء الغربية، بصرف النظر عن الحديث عن صور أخرى تتلاحق يوميا كالفقر المدقع والحرمان والتهميش والنزعة العنصرية الإستطانية.
ولا شك أن هذا الوضع المأساوي يزداد تفاقما يوما بعد يوم دون رادع قانوني أو إنساني مما يستوجب تدخلا عاجلا وحاسما من المنتظم الدولي وهيئاته الحقوقية والإنسانية لفضح مزاعم الأمن والاستقرار والعدل والمساواة بالصحراء الغربية.
السيد الأمين العام :
إن هذا يقتضي بالضرورة  توسعة مهام المينورسو كحاجة ملحة لوضع حد للإنتهاكات الخطيرة ، أو على الأقل التقرير عن التجاوزات التي يكابدها كل المواطنين الصحراوين الأبرياء العزل .
السيد الأمين العام :
استثمر هذه الفرصة، لألفت انتباهكم إلى وضعيتي الخاصة التي ما فتئت تزداد ترديا بفعل القمع والتنكيل والمضايقات والحصار والإذلال بكل صنوفه. فمنذ عودتي من الديار الإسبانية؛ وبعد  توقيفي ببرج المراقبة الخاص بمدينة بوجدورالمحتلة؛ تضاعفت وبشكل ملفت أشكال العسف والتحريض لتطال كل أفراد العائلة بمن فيهم والدتي الطاعنة في السن حيث لازالت هذه المعاملات اللاإنسانية متواصلة إلى حد الساعة. وهذا ليس إلا جزءا مما أعيشه، لأن الأدلة بشان الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين وافرة جدا.
السيد الأمين العام:
أمام هذه الأوضاع المزرية أصبح من المستحيل أن تتبرأ الأمم المتحدة من حماية المدنيين وتلتزم الحياد لأن "الحياد" في هذه الحالة الإنسانية يجعل الثقة فيما يسمى بالشرعية الدولية موضع تساؤل واستغراب!!. وإذا كانت الأمم المتحدة لا تجرؤ على مواجهة الحقائق بالحقائق وتعزف عن الدفاع عن أهم وظائفها -حماية حقوق الإنسان- فإن ذلك يعني بوضوح انسداد الأفق أمام مواطنين أبرياء يبحثون عن العدل والإنصاف وإحقاق الحق والمشروعية. وإنه لمن المثير حقا أن تكون بعثة الأمم المتحدة بالصحراء الغربية هي القوة الوحيدة في العالم التي تقبل التجاوزات وتتعايش معها تحت ذرائع واهية كالقول بأن ملف حقوق الإنسان لا يندرج ضمن اختصاصاتها مما يعكس تنصلا من المسؤوليات القانونية والإنسانية .
السيد الأمين العام  :
بناء على هذا، لم يعد مستساغا القبول بهذا الموقف السلبي؛ إذ أصبح من الضروري الحاجة الملحة إلى اتخاذ موقف حاسم عوض الوقوف موقف المتفرج والشاهد الحاضر ميدانيا/الغائب فعليا بتغاضيه على الممارسات المقيتة لنظام استعماري مستحكم يعتبر نفسه فوق القانون وفوق الجميع!!!.
وختاما السيد الأمين العام :
نعقد عليكم آمالا كبيرة، ومن خلالكم المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وعلى رأسها 'الصليب الأحمر الدولي" من أجل متابعة ومعاينة أوضاع حقوق الإنسان بالملموس والتفاعل مع النشطاء الإعلاميين والحقوقيين، وعائلات الضحايا والمعتقلين عوض التعامل مع النظرة الأحادية للنظام المغربي التي درجت على قلب وتزييف الحقائق؛ وإننا لعلى ثقة كاملة بأنكم ستضطلعون بهذا الأمر الجسيم وتضعونه ضمن أولويات أنشطة منظمتكم في الصحراء الغربية.
وتقبلوا مني السيد الأمين العام أسمى آيات التقدير والإحترام.
سلطانة سيد ابراهيم خيا، رئيسة الرابطة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الثروات الطبيعية ببوجدور المحتلة وعضو الهيئة الصحراوية لمناهضة الإحتلال المغربي.
( واص ) 090/100