تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس الجمهورية يهنئ الرئيس الأمريكي المنتخب ويعرب عن الأمل في انخراط الولايات المتحدة الفعال في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية

نشر في

بئر لحلو (الجمهورية الصحراوية) 08 نوفمبر 2020 (واص)- وجه رئيس الجمهورية الصحراوية والأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد ابراهيم غالي، رسالة تهنئة إلى نظيره الأمريكي، معبرا عن أمله في أن تنخرط الولايات المتحدة الأمريكية، في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية بما يتفق مع الشرعية والقانون الدولي.
وقال الرئيس الصحراوي في هذا الإطار أنه يأمل "أن تنخرط الولايات المتحدة، تحت قيادتكم، وبفعالية في الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سريع وسلمي ودائم لقضية إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية على أساس ممارسة شعبنا لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال".
كما أكد أن الطرف الصحراوي يعتقد "اعتقاداً راسخاً أن الحل السلمي والعادل والديمقراطي لقضية الصحراء الغربية سيكون له أثر كبير على إفريقيا والمنطقة بأسرها لأنه سيعجل بالاندماج في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. كما أنه سيكون بمثابة قصة نجاح بالنسبة للأمم المتحدة تعزز مصداقيتها بوصفها أداة لا غنى عنها لصون السلم والأمن الدوليين".
وفي ما يلي النص الكامل للرسالة:
--------------------------
فخامة السيد جو بايدن
الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية
البيت الأبيض
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية
بئر لحلو، 8 نوفمبر 2020
السيد الرئيس،
يسعدني أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة، باسم الحكومة والشعب الصحراويين، للإعراب عن أخلص التهاني لانتخابكم رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية وأتمنى لكم كل النجاح في مهمتكم.
إن الطبيعة القانونية لقضية الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في أفريقيا، مسألة يسيرة على الفهم، فهي ليست صراعاً عرقياً أو دينياً أو حربا أهلية، بل أنها ببساطة قضية تصفية استعمار لم تُحل بعد كما تُقر بذلك الأمم المتحدة وأجهزتها الفرعية منذ عام 1963.
وعلى الرغم من فتوى محكمة العدل الدولية للعام 1975 والعديد من قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد حق شعبنا في تقرير المصير والاستقلال، لا يزال المغرب يحتل الصحراء الغربية بالقوة وبصورة غير قانونية منذ 31 أكتوبر 1975. إن استمرار احتلال المغرب لأجزاء من أرضنا وغيره من التحديات الأمنية الإقليمية يجعل التوصل إلى حل سريع وسلمي ودائم لقضية إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية أمراً ضرورياً وملحاً أكثر من أي وقت مضى. 
لقد حاولت الأمم المتحدة خلال السنوات الـ 29 الماضية تنفيذ القرارات التي اتخذها مجلس الأمن بهدف استكمال إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية، وأطلقت عملية سلام قبلها رسمياً طرفا النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب، بهدف إجراء استفتاء حر ونزيه لتقرير المصير في الإقليم.
وتحقيقاً لهذه الغاية، أنشأ مجلس الأمن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في عام 1991. وإلى جانب الإشراف على وقف إطلاق النار الذي قبله الطرفان، تمكنت البعثة أيضاً من تحديد وتجميع قائمة الناخبين في الاستفتاء. ومع ذلك، فإن موقف العرقلة المغربي قد أدى حتى الآن إلى حرمان شعبنا من حقه المعترف به دولياً وغير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وهذا هو السبب الرئيسي الذي منع بعثة المينورسو حتى الآن من التنفيذ الكامل للولاية التي أنشئت من أجلها منذ حوالي ثلاثة عقود.
وإلى جانب موقفه المعرقل تجاه عملية السلام التابعة للأمم المتحدة، يواصل المغرب بشكل ممنهج انتهاك حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة ونهب الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي بصورة غير قانونية. وقد تم توثيق انتهاكات حقوق الإنسان هذه والإعلان عنها من قبل منظمات دولية مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس وتش وروبرت كينيدي لحقوق الإنسان (مركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان سابقاً) ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وغيرها. ونأمل أن تنخرط الولايات المتحدة وبفعالية، كمدافع عن حقوق الإنسان، في حماية حقوق الإنسان للمدنيين الصحراويين الذين يعيشون في الأراضي التي يحتلها المغرب بصورة غير قانونية إلى أن يتم التوصل إلى حل للنزاع.
السيد الرئيس،
وعلى الرغم من احتلال أرضنا وتقسيمها، فقد تمكنا من بناء مجتمع حديث يقوم على قيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة بين الجنسين وسيادة القانون وتلعب فيه المرأة دوراً أساسياً في جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وكما هو معترف به على نطاق واسع في المنطقة وخارجها، فقد بنى المجتمع الصحراوي ثقافةً سمتها الاعتدال والتسامح وتنبذ بشدة العنف وكل أنواع التطرف. كما نواصل الإسهام بفعالية في الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة وفقاً لالتزاماتنا الإقليمية كعضو في الاتحاد الأفريقي. 
لقد انتظر الشعب الصحراوي بفارغ الصبر وقتاً طويلاً ليتكمن من ممارسة حقوقه المشروعة. والمطلوب الآن هو ممارسة كل الضغوط الدبلوماسية اللازمة لكي تتمكن الأمم المتحدة من استئناف تنفيذ خطة السلام دون مزيد من التأخير من خلال السماح لشعبنا بممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال عبر التعبير الحر والحقيقي عن إرادته ودون أي قيود أو معوقات.
إن مُثل الحرية والمساواة والسيادة الشعبية التي تجسدت في تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية جعلت العديد من الشعوب عبر العالم، بمن فيهم الشعب الصحراوي، ينظرون إلى الولايات المتحدة باعتبارها منارةً للأمل ومدافعةً عن الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والشعوب في وجه القمع والطغيان والظلم.
وإدراكاً منا للمسؤولية الدولية لبلدكم ودوره الريادي، فإننا نأمل بجد أن تنخرط الولايات المتحدة، تحت قيادتكم، وبفعالية في الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سريع وسلمي ودائم لقضية إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية على أساس ممارسة شعبنا لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وفي الختام، فإننا نعتقد اعتقاداً راسخاً بأن الحل السلمي والعادل والديمقراطي لقضية الصحراء الغربية سيكون له أثر كبير على أفريقيا والمنطقة بأسرها لأنه سيعجل بالاندماج في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل. كما أنه سيكون بمثابة قصة نجاح بالنسبة للأمم المتحدة تعزز مصداقيتها بوصفها أداة لا غنى عنها لصون السلم والأمن الدوليين.
وتقبلوا، السيد الرئيس، أسمى آيات التقدير والاحترام.
إبراهيم غالي ، الأمين العام لجبهة البوليساريو ، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"
( واص ) 090/500/60