تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أبي بشرايا البشير : " ما يجري في الكركرات وعلى طول جدار العار المغربي تعبير حقيقي عن حجم الإحباط وفقدان الأمل في الأمم المتحدة "

نشر في

روما (إيطاليا)، 30 أكتوبر 2020 (واص)- أكد السيد أبي بشرايا عضو الأمانة الوطنية للجبهة، المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي، لدي حلوله مساء اليوم الخمس، ضيفا علي برنامج حواري لقناة فرانس24 الناطقة بالعربية، -أكد- أن ما يجري في الكركرات من مظاهرات سلمية لمواطنين صحراويين تعبير حقيقي عن حجم الإحباط وفقدان الأمل في الأمم المتحدة، لا سيما بعثتها في الإقليم التي تخلت عن تنفيذ مهمتها الأصلية وتحولت إلى شرطة مرور لتيسير حركة النقل التجارية في ثغرة غير شرعية في منطقة الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية.
السفير الصحراوي وفي معرض حديثه في الحوار مخصص لموضوع مواصلة الاحتلال المغربي الزج بعدد من الدول لفتح قنصليات في المدن المحتلة من الصحراء الغربية، أوضح بأن غموض موقف الأمم المتحدة من الإنتهاكات المتواصلة للقانون الدولي من قبل المغرب من بين المأخذ التي لدى جبهة البوليساريو تجاه المنظمة الأممية إلى جانب عديد من المواضيع الأخرى بما في ذلك فشلها تنفيذ ولايتها في فرض إحترام إتفاق وقف إطلاق النار وتنظيم إستفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي.
وقد شدد الدبلوماسي الصحراوي بخصوص موضوع القنصليات " أن الخطوة المغربية تشكل خرقا مركبا لجميع القوانين، بما فيها القانون الدولي الذي يصنف الصحراء الغربية كإقليم غير مستقل ذاتيا وبصدد عملية تصفية إستعمار غير مكتملة بسبب الإحتلال العسكري المغربي منذ العام 1975، مشيرا في ذات السياق أن هذا الأمر لا يعدو كونه إلا محاولة من المغرب للتغطية على فشله في فرض السيادة المزعومة على الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية.
وإلى ذلك يضيف -المتحدث- أن فتح قنصليات في الأراضي الصحراوية المحتلة يتعارض مع إتفاقيات فيينا الدولية المنظمة للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية الدولية، وكذلك مع القانون الإفريقي والميثاق التأسيسي للإتحاد الافريقي الذي يعترف بالجمهورية الصحراوية وينص على سيادتها وسلامتها الترابية جنبا إلى جنب مع المملكة المغربية في حدودها المعترف بها دوليا، وكذلك مع القانون الأوروبي حيث أكدت محكمة العدل الأوروبية في ثلاث قرارات تاريخية عدم إمتلاك المغرب لأي نوع من السيادة على الصحراء الغربية التي تعتبر إقليما مختلفا ومتمايزا عن المملكة المغربية".
من جهة أخرى، قال، السيد أبي بشرايا البشير، أن خطوات كتلك تعتبر "لا حدثا بالنسبة للصحراويين" وهي إقرار بفشل المغرب الذريع في إنتزاع أي إعتراف من أي نوع من طرف المنظمات الدولية على المستوى المتعدد الأطراف على مدار العقود الأربعة الأخيرة بالرغم من كل حملات التضليل التي يقوم بها، موضحا ''بأن موقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي واضح من الناحية القانونية من خلال تأكيدهما على ضرورة تصفية الإستعمار وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، وكذا الإتحاد الافريقي هو الأخر يتعزز من خلال التمسك بعضوية الجمهورية الصحراوية كعضو مؤسس وفاعل في المنظمة، بالإضافة أيضا الموقف الأوروبي الذي تحكمه قرارات محكمة العدل الأوروبية يؤكد بطلان أي نوع من السيادة للمغرب على الصحراء الغربية، وأخيرا جامعة الدول العربية التي تقر بالوضع القانوني الدولي للإقليم ولا تعترف للمغرب بإدعاءاته".
هذا وقال المسؤول الصحراوي أن ما أقدم عليه المغرب مؤخرا يمثل "إصطياد الشاة القاصية" بشكل فردي وعلى المستوى الثنائي بعيدا عن المنظمات والتكتلات الدولية الكبرى، بعد فشله الذريع في إحراز أي مكسب على المستوى المتعدد الأطراف وفقدانه الأمل في تحقيق أي مكسب هناك، وذلك طبعا يفسره إستهداف بعض الدول الصغيرة وإغرائها بتمويل فتح قنصليات لا معنى لها، وبدون أي مصالح قنصلية من أي مستوى كان، في إطار عملية دعائية بهدف تضليل الرأي العام الدولي وإعطاء الإنطباع بسيادة لا وجود لها على الإقليم المحتل".
وإختتم عضو الأمانة الوطنية للجبهة، المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، حديثه لفرانس24، بالتأكيد على أن لجوء المغرب لفتح قنصليات في الصحراء الغربية لن يغير من المركز القانوني للإقليم المسجل لدى لوائح الأمم المتحدة واللجنة الرابعة الخاصة بتصفية الإستعمار، محذرا في هذا الصدد من محاولات إختبار صبر الشعب الصحراوي المصمم أكثر من أي وقت مضى خلف قيادة ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو على الدفاع عن حقه في تقرير المصير والإستقلال وتدعمه في ذلك الشرعية والقانون الدوليين وتضامن دولي واسع مع حقوقه المشروعة في الاستقلال والكرامة. (واص)
090/105/406/500