تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رسالة رئيس الجمهورية ، الأمين العام للجبهة بمناسبة العيد العالمي للعمال

نشر في

الشهيد الحافظ ، 01 ماي 2020 (واص) - وجه رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي  يوم الخميس رسالة تهنئة للعمال الصحراويين بمناسبة العيد العالمي للعمال،  أعرب لهم فيها عن تحيته وتقديره لما يبذلونه من جهد في معركتي التحرير والبناء .
نص الرسالة :
رسالة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، بمناسبة عيد العمال، 01 ماي 2020
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى العاملات والعمال الصحراويين، ومن خلالهم إلى جماهير الشعب الصحراوي قاطبة
يحتفل عمال العالم هذه الجمعة بحلول عيد العمال، هذا الحدث التاريخي الذي يجسد، قبل كل شيء، قيم الكفاح والنضال والتضحيات الجسام من أجل انتزاع الحقوق المشروعة.
والعمال الصحراويون يخلدون هذه الذكرى، رغم ما يعانيه شعبنا جراء الغزو والاجتياح الهمجي العسكري المغربي لبلادنا، ما بين واقع الاحتلال وقمعه الوحشي وحصاره الخانق في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، وما بين واقع اللجوء والتشريد في مخيمات العزة والكرامة وفي الشتات في بقاع العالم.
وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها شعبنا وشعوب العالم مع استشراء وباء كورونا، فإنني أود أن أتقدم بالتهنئة إلى كل العاملات والعمال الصحراويين بمناسبة عيد العمال، الذي يتزامن هذا العاممع حلول شهر رمضان الفضيل.
لقد كان العمال الصحراويون دائماً في طليعة المقاومة الوطنية على مر العصور، وتجلى حضورهم منذ بواكير الوعي الوطني في بلادنا، وخاصة إبان انتفاضة الزملة التاريخية، التي نخلد هذه السنة ذكراها الخمسين، والتي تعرضت لقمع وحشي من طرف القوة الاستعمارية الإسبانية.   
وحين تأسست الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواي الذهب واندلع الكفاح المسلح، كان العمال سباقين إلى صفوف الثوار، فامتشقوا البندقية والتحقوا زرفات ووحداناً بجيش التحرير الشعبي الصحراوي، وقدموا قوافل الشهداء، وساهموا أيما مساهمة في البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية.
فلا يقتصر نضال العمال الصحراويين على تلك المطالب والحقوق المشروعة، الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، التي ينادي بها عمال العالم، بل إنه يمتد ويركز على أهداف سامية ورسالة نبيلة، مجسدة في حق شعب بأكمله في العيش الكريم، في كنف الحرية والعدالة والسلام، وفي التمتع بحقه الأساسي الأول في تقرير المصير والاستقلال، على غرار كل شعوب العالم.
ولا يمكن أن تغيب عن الأذهان تلك المشاركة الواسعة للعمال الصحراويين في المظاهرات العارمة والأعمال الفدائية البطولية ضد الوجود الاستعماري الإسباني في بلادنا. ولم يكن العمال الصحراويون ليتقاعسوا أمام الاجتياح المغربي، فكانوا في مقدمة الصفوف في فصول المقاومة السلمية، المجسدة في انتفاضة الاستقلال، رغم كل أساليب القمع والتنكيل والحصار وقطع الأرزاق التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي.
إنها معركة وطنية شاملة يخوضها شعبنا بإصرار وعزم وعناد، بعماله وكل فئاته، في كل مواقع تواجده، حتى تصفية الاستعمار من بلادنا واستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
وهذه مناسبة لنبعث برسالة التضامن والمؤازرة إلى عمالنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، ومن خلالهم إلى كل جماهيرنا هناك، وبشكل خاص إلى الأسرى المدنيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي، مجددين مطالبة الأمم المتحدة بتحمل المسؤولية لحمل المغرب على التعجيل بإطلاق سراحهم، ومحملين دولة الاحتلال المغربي المسؤولية عن التبعات الخطيرة التي قد تنجم عن إبقائهم، ظلماً وعدواناً، في تلك السجون التي يجتاحها وباء كورونا، وبشكل متزايد وخطير.
وبودي في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها العالم أن أحيي مستوى التجاوب والوعي والمسؤولية الذي أبداه عمالنا ومواطنونا عامة، في مختلف مواقع تواجدهم، مع جملة الإجراءات المتخذة  من طرف الآلية الوطنية للوقاية من وباء كورونا، وهو ما كان له الدور الحاسم في عدم تسجيل أية إصابة إلى اليوم، ولله الحمد والشكر، في مخيمات العزة والكرامة والأراضي المحررة.
وإذ أحيي عمال القطاع الصحي عامة واللجنة الوطنية للوقاية من فيروس كورونا، وجهود جيش التحرير الشعبي الصحراوي والأجهزة الأمنية، فإنني على ثقة بأن عمالنا ومواطنينا عامة سيواصلون، بمزيد من الحيطة والحذر، الالتزام بالتعليمات الصحية والإجراءات المتعلقة بتنقل الأشخاص والآليات والتزام مواقع الإقامة.
هنيئاً للعمال في عيدهم العالمي، ورمضان كريم، أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، سائلين الله أن يمكن شعبنا من النصر المؤزر، بنيل الحرية والاستقلال، وأن يرفع عنا الظلم والبلاء والوباء، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية. (واص)
090/105/500.