تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

جريدة "اوزي" الأمريكية تكرم المناضلة الصحراوية امينتو حيدار

نشر في

نيويورك 05 غشت 2019 (واص)- كرمت جريدة "أوزي" الأمريكية أيقونة النضال الصحراوي لحقوق الإنسان، أمينتو حيدار، من خلال بورتري سلط الضوء على مسارها النضالي الذي منحها لقب "غاندي" الصحراء الغربية.
وعادت جريدة "أوزي" في عددها الصادر يوم أمس السبت، بمقال طويل حول المناضلة الصحراوية، أمينتو حيدر، رئيسة جمعية حقوق الإنسان الصحراويين (كوديسا).
وسردت الجريدة جانبا من معاناة المناضلة الصحراوية في زنازين الاحتلال المغربي مسترجعة بداية اعتقالها من قبل القوات المغربية والذي كان في ليلة متأخرة من عام 1987، حيث "وصلت الشرطة المغربية إلى منزلها العائلي في مدينة العيون المحتلة، عاصمة الصحراء الغربية، وطلبت التحدث إلى أمينتو حيدار، مؤكدين لعائلتها أن الأمر لن يستغرق أكثر من 10 دقائق، لتتحول تلك الدقائق إلى أيام ثم أسابيع فشهور وسنوات".
واسترسل الصحفي رويري كاسي في مقاله بقول "اختفت الفتاة البالغة من العمر 20 عاما دون محاكمة في حبس سري بالقرب من منزلها، حيث قام الحراس بتعذيبها وحرمانها من ابسط حقوقها كالأكل والشرب لتتطور الأمور معها إلى التهديد بالاغتصاب، لا لسبب فقط لأنها قامت بترجمة أحلامها للعيش في كنف دولة حرة ومستقلة برسوم على جدران زنزانتها لتسلط الضوء على قضيتها التي تؤكد كل الأعراف والقوانين عدالتها".
وقدم الصحفي الأمريكي صورة جسدت الوضعية الجسدية والنفسية المزرية التي أصيبت بها امينتو حيدار بعد ثلاث سنوات من اعتقالها وقال أنه "في يوم إطلاق سراحها، لم تستطع حيدار الوقوف، فقد كاد أن ينكسر جسدها بسبب التجربة الرهيبة التي مرت بها". غير انه استدرك قائلا أن هذه التجربة المريرة لم تردع السيدة حيدار عن مواصلة نشاطها النضالي فأصبحت منذ ذاك أحد المتحدثين الرئيسيين عن المقاومة الصحراوية وما يعانيه الشعب الصحراوي في ظل القمع المغربي في الأراضي المحتلة، التي تعتبر المستعمرة الأخيرة في إفريقيا.
وقالت "لقد جعلني هذا أقوى وأكثر تصميما، وكنت أكثر وعيا بالحاجة إلى الكفاح من أجل تمكين شعبنا الأبي من حقه في تقرير المصير".
وحسب الصحفي تبقى السيدة حيدار ـو كما أسماها "غاندي الصحراء الغربية" في نظر الصحراويين "مدافعة لا لبس فيه عن المقاومة السلمية ضد الاحتلال المغربي"، بينما يرى فيها المحتل المغربي "المحرض الخطير" في تحدي ما تسميه المملكة "مقاطعاتها الجنوبية"، على الرغم من عدم اعتراف أي دولة بهذا الوضع.
وأصبحت اليوم السيدة حيدر في سنة 53 ، صوت "إعتدال" ضد جيل جديد من الناشطين الصحراويين، الذي تخشى المناضلة أن يكونوا بسبب التعنت المغربي ومواصلته انتهاكه لحقوقهم المشروعة أكثر لهفة لإطلاق حرب واسعة النطاق، مع تصاعد التوترات على أطول الحدود العسكرية في العالم. وقالت "لن أنكر أن الحرب يمكن أن تبدأ في أي لحظة".
وأضافت حيدار قائلة أن المسألة قد تكون حقا مسألة وقت، خاصة إذا لم يعين المجتمع الدولي والأمم المتحدة مبعوثا خاصا جديدا للضغط بسرعة على المغرب" لاستئناف المفاوضات.
ومنذ غزو المغرب للصحراء الغربية في عام 1975 ، اندلعت حرب استمرت 16 عاما مع جبهة البوليساريو، تعرض خلالها الشعب الصحراوي لكل أشكال القمع والوحشية من قبل قوات الاحتلال المغربية، حيث أكدت منظمة العفو الدولية، أن الشرطة المغربية تمنع المظاهرات وتهاجم المحتجين كما أنها تسلط على النشطاء الصحراويين أحكاما "غير عادلة".
ويعيش آلاف من الصحراويين في المنفى في مخيمات للاجئين في جنوب غرب الجزائر، مفصولين عن وطنهم وعائلاتهم بما يعرف بجدار العزل الذي يعد أطول حصن في العالم يمتد على مسافة 1700 كيلومتر يعبر حدود الصحراء الغربية .
وبالرغم من المحاولات المتواصلة لتسوية قضية الصحراء الغربية، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة في عام 1991 وتعهد الجانب المغربي بإجراء استفتاء لتقرير مستقبل الصحراء الغربية، الذي بقي مجرد حبر على ورق، بسبب تعنته وتمسكه بما يعرف بالحكم الذاتي الإقليمي داخل البلاد. (واص)
090/700/110