تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مجلة إيطالية تصف جدار العار المغربي "بالمروع" والأطول في العصر الحديث

نشر في

ايطاليا 26 اغسطس 2018 (واص)- وصف الكاتب الصحفي الايطالي الشهير امادييو ليكوتشي جدار العار المغربي "بالمروع" والأطول في العصر الحديث، في مقال صدر في عدد هذا الأسبوع من مجلة "il venerdi di Repubblica" وهي مجلة ملحق تصدر كل جمعة عن جريدة "لاريبوبليكا "، تحت عنوان "الحرب انتهت ولكن الحائط لم يتم تحطيمه".
وسلط الصحفي الإيطالي الذي زار مخيمات اللاجئين الصحراويين والمناطق المحررة، الضوء على جدار العار المغربي الذي يفصل ويقسم الأرض والشعب الصحراويين، واصفا إياه بأنه من أطول الأحزمة العازلة في العصر الحديث وانه من أكثرها تلغيما، وقد تم إنشاءه لعزل وفصل الصحراويين منذ بداية النزاع وحتى اليوم، مضيفا "أن هذا الجدار الذي لم يتم تحطيمه رغم وقف إطلاق النار يحطم آمال شعب بأكمله".
ويقول الصحفي الذي تمكن من رؤية الجدار بأنه "جدار مروع" رغم انه قد يبدو لك مجرد حائط من الكثبان الرملية وأنت تراه من بعيد واصفا إياه بالأكبر والأطول في العالم حيث ستكتشف أن الأمر لا يتعلق بكثبان رملية بل بحائط من الحجار والاسمنت والرمال والأسلاك الشائكة و يحوي ملايين الألغام وتحيط به مواقع عسكرية ويحرصه آلاف الجنود ومزود بعشرات الرادارات والأجهزة العسكرية، وأضاف الصحفي "أن الجدار الأطول في العالم الذي يوازي طوله مساحة ايطاليا ثلاث مرات شيده المغرب لصد هجمات ثوار البوليساريو ولكنه اليوم أصبح رمزا لنزاع طويل لم يجد طريقه إلى الحل وان هذا النزاع كما كتب الصحفي هو اكبر وأخر قضايا تصفية الاستعمار التي لازالت مفتوحة في إفريقيا".
ويقول الصحفي على لسان من وصفه بالمجاهد المقاتل الصحراوي أبا عالي الذي التقى به خلال زيارته للمناطق المحررة، " هذا الجدار يصيبني بضيق التنفس عند رؤيته واشعر بالدموع تنزل لأن جزء من عائلتي هناك خلف هذا الجدار ولا يفصلني عنهم إلا أربعون كيلومتر تقريبا ولكن لا يمكنني الوصول إليهم ولا رؤيتهم وقد انقسمت عائلتي منذ 1975 حين لم تستطع الفرار بكاملها من جحيم الاجتياح وبقي جزء منها هناك تحت الاحتلال وجزء أخر هنا في مخيمات اللاجئين والمناطق المحررة وان هذا الوضع مؤلم جدا".
وقال الصحفي في مقاله أن المقاتل الصحراوي اضطر أن يلبس لباس مدني كي يرافقه للاقتراب من الجدار لان اتفاقيه وقف إطلاق النار التي وقعت بين جبهة البوليساريو والمغرب سنة 1991 والتي تراقبها الأمم المتحدة عن طريق بعثة المينورسو تمنع التواجد العسكري بالمنطقة التي تقع بالقرب من الجدار.
وذكر المقال انه في الجانب الأخر من الجدار يوجد أكثر من مئة ألف جندي يراقبون ويحرسون الجدار "المروع" ولكن في الواقع فإن هذا الحائط لا يحتاج حراسة لان المنطقة كلها مليئة بالألغام وبحسب الأمم المتحدة فإن هذه المنطقة من أكثر المناطق تلوثا بالألغام إذ تحتوي على ما بين سبعة إلى عشرة ملايين لغم مضاد للأفراد والآليات وهذا رقم كبير ومخيف فعلا، وان هذه الألغام تقتل العشرات سنويا، ووصف امادييو ليكوتشي الحائط بأنه جدار "الخجل" وانه مخالف للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وضد حق ورغبة شعب بأكمله في العيش في أرضه بأمان وحرية.
وكتبت الجريدة انه وبالقرب من الجدار بعد ساعتين من السير في سيارة تقع خمس مخيمات للاجئين الصحراويين بتند وف يعيش فيها أكثر من ثلاث مئة ألف صحراوي منذ أكثر من اثنين وأربعين عاما وقد فروا من أرضهم بعد تخلي اسبانيا فرانكو عن مستعمرتها السابقة وفسح المجال للاجتياح المغربي للصحراء الغربية.
وحفاظا على الذاكرة التاريخية للشعب الصحراوي يقول الكاتب قرر الصحراويون أن يسموا ولاياتهم باللجوء بأسماء تحمل نفس أسماء مدنهم المحتلة خلف جدار العار كالعيون والسمارة والداخلة واوسرد وبوجدور بالإضافة الى مقر إداري لوزارات الجمهورية الصحراوية التي تم الإعلان عنها في 27 فبراير 1976 وتعترف بها أكثر من 80 دولة عبر العالم.
لا ريبوبليكا أو "الجمهورية" (la Repubblica) هي صحيفة يومية إيطالية تهتم بالشأن العام وقد اعتبرت في 2006 الصحيفة الأكثر تداولا في إيطاليا وتباع في كل المقاطعات والمدن الإيطالية وتعبر الصحيفة عن توجه يسار الوسط في إيطاليا.
ويصدر عن جريدة لاريبوبليكا ملحق اسبوعي "il venerdi di Repubblica" وهو عبارة عن مجلة تباع مع نسخة الصحيفة المعروفة وقد أصبح الملحق اكثر شهرة ويكتب فيه ابرز الكتاب والإعلاميين والمثقفين والسياسيين ويباع مع نسخة الجريدة العادية عادة كي لا ينفذ قبلها نتيجة الإقبال الكبير علية من قبل القراء والمهتمين.
وتأسست لاريبوبليكا بروما في 14 يناير 1974 من قبل "Gruppo Editoriale L'Espresso" وهي دار للنشر في إيطاليا.
و يذكر أن امادييو ليكوتشي هو صحفي بالتلفزيون الإيطالي "القناة الأولى" ويعتبر من أكثر الصحفيين شهرة بإيطاليا وأوروبا وسبق له إعداد العديد من التحقيقات الصحفية المثيرة عن الحرب والظلم الممارس في مناطق عديدة من العالم، كما سبق له إجراء مقابلة تلفزيونية مع السيد ابراهيم غالي رئيس الجمهورية والأمين العام لجبهة البوليساريو. (واص)
090/110