تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

النص الكامل لكلمة الوزير الأول أثناء اختتام أشغال الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية في طبعتها التاسعة بولاية بومرداس الجزائرية

نشر في

بومرداس (الجزائر)، 15 غشت 2018 (واص) - القى اليوم الأربعاء الوزير الأول ، عضو الأمانة الوطنية السيد محمد الولي أعكيك  كلمة خلال اشرافه علاى اختتام فعاليات اشغال الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية جامعة الشهيد "البخاري أحمد" .
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
الأخ: رئيس الجامعة الصيفية.
الأخ: رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي.
الأخ: والي ولاية بومرداس.
الأخ: رئيس المعهد الوطني للبترول.
الاخوة الوزراء وأعضاء الأمانة الوطنية للجبهة.
الاخوة الوزراء والسفراء والبرلمانيين.
الاخوة والاخوات ممثلي الأحزاب والمجتمع المدني.
الاخوة الاساتذة المحاضرون.
الاخوة أعضاء اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي.
الاخوة والاخوات إطارات الدولة الصحراوية المنتسبون للجامعة الصيفية.
بمناسبة اختتام الدورة التاسعة للجامعة الصيفية لأطر الدولة الصحراوية، المنعقدة تحت شعار: الذكرى الـ 45 لتأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح، عهد واستمرارية لنيل الاستقلال والحرية، والتي تحمل اسم فقيد الدبلوماسية الصحراوية وفارسها المغوار الشهيد: البخاري أحمد، ذلك المناضل الصنديد الذي أفنى حياته وكرس عبقريته للمنافحة عن حق شعبه في الحرية والاستقلال، بهذه المناسبة أود ـ أصالة عن نفسي وباسم الاخوة في القيادة السياسية للجبهة والحكومة الصحراوية، أن أتوجه بخالص الشكر وعميق الامتنان إلى اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، ومن خلالها إلى كل الشعب الجزائري العظيم والدولة الجزائرية الحليفة، بقيادة المناضل والمجاهد الفذ، فخامة الرئيس: عبد العزيز بوتفليقة. كما أتوجه بالتحية والشكر والعرفان لولاية بومرداس وسلطاتها على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، والشكر والتقدير موصول إلى منارة العلم والمعرفة المعهد الوطني للبترول على كرم الوفادة والحفاوة البالغة. كما أثني على عمل كل الذين تضافرت جهودهم من أجل إنجاح هذه المناسبة العلمية التضامنية العتيدة، وأخص بالذكر السادة الاساتذة الكرام المحاضرين، الذين قدموا إسهامات علمية متنوعة شكلت ـ بلاشك ـ زاداً معرفياً مفيداً لإطارات الدولة الصحراوية، أغنى معارفهم وعمق ثقافتهم، ووسع مداركهم في مختلف القضايا: كمستجدات القضية الوطنية، وضعية حقوق الانسان، بالأرض المحتلة وجنوب المغرب، أفريقيا ودورها المتنامي وعلاقته بحل القضية الصحراوية، الحكم الراشد والديمقراطية التشاركية، والتأريخ لمسار كفاح الشعب الصحراوي، إلى جانب الوضع الدولي والإقليمي لاسيما الوضع الأمني، بما في ذلك المخدرات وتأثيراتها المدمرة على المنطقة، قضايا الاتصال والخطاب والتكنولوجيات الحديثة ودورها في العمل التحرري العقيدة الإسلامية في ظل التحولات الدولية ووسائل الوقاية من الفتن والتطرف، وغيرها من قضايا هامة. كما أن تجربة الثورة الجزائرية المجيدة وتجربة جبهة التحرير الوطني أثناء حرب التحرير كانت حاضرة بقوة في هذا العمل. لاشك أن هذه الحزمة من المعارف القيمة ستنعكس بالإيجاب على الأداء العام للمؤسسات الصحراوية، خاصة وأن منتسبي هذه الجامعة هم أطر ينتمون إلى مختلف المؤسسات الوطنية.
كما أغتنم هذه المناسبة الهامة لأتقدم بالشكر إلى أعضاء البرلمان الجزائري بغرفتيه، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر وكذا إطارات الأحزاب والمجتمع المدني الجزائري الحاضرين معنا في هذه المناسبة الهامة، هذا الحضور الذي يترجم معاني التأييد والتضامن والمساندة للقضية الصحراوية العادلة. فلكم جميعاً جزيل الشكر وعميق الامتنان.
  كما أنها مناسبة نرحب من خلالها بوفد مناضلينا القادمين من المناطق المحتلة وجنوب المغرب، ممثلين لانتفاضة الاستقلال المباركة، نحيي شجاعتهم وإقدامهم ونضالهم المستميت وتحديهم للاحتلال وغطرسته، ومن خلالهم نحيي رموز التحدي، أبطال ملحمة أكديم إيزيك، والصف الطلابي، وكافة المعتقلين، وكل جماهير شعبنا بالأرض المحتلة وجنوب المغرب الذين يفيضون عطاءً ونضالاً.
 
أيها الاخوة والاخوات:
إن احتضان الشقيقة الجزائر لفعاليات هذه الجامعة، التي نتشرف اليوم بالمشاركة في اختتام طبعتها التاسعة، هو حدث بالغ الدلالة على عمق وصلابة العلاقات التي تربط الشعبين والدولتين، وهي ترجمة لدعم ومرافقة الدولة الجزائرية لسياسة انتهجتها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب منذ السنوات الأولى والهادفة إلى تكوين وتأهيل الأطر، بدء بملتقى الأطر الذي أشرف عليه مفجر الثورة الشهيد :الولى مصطفى السيد سنة 1976م،والندوات والملتقيات الفكرية التي ظل يرعاها ويشارك فيها الشهيد الرئيس: محمد عبد العزيز، وصولاً للقرار الذي اتخذه مؤخراً رئيس الدولة، الأمين العام للجبهة، الأخ: إبراهيم غالي بإعادة فتح مدرسة الشهيد الولي لتكوين الإطارات، عملاً بمقررات المؤتمر الرابع عشر للجبهة.
 
أيها الاخوة، أيتها الاخوات:
 لازالت معاناة الشعب الصحراوي قائمة بسبب استمرار النظام المغربي في احتلال الأرض وتشريد الشعب، وما انجر عن ذلك من قمع وتنكيل ومصادرة للحريات ونهب للثروات وفوق كل ذلك التنكر لحقنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وسد الأبواب أمام الحلول السلمية بالتمادي في نهج العرقلة وسياسة التصعيد.
 لكن تظل إرادة الشعب الصحراوي أصلب وعزيمته أمضى، فقد سجلت انتفاضة الاستقلال بالأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية مواقف غاية في الشجاعة والتحدي وحضوراً مستمراً في مناسبات عديدة لعل آخرها المظاهرات البطولية  التي تزامنت مع زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد: هوست كوهلر إلى المدن المحتلة، والتي واجهت الجماهير الصحراوية العزلاء من خلالها جبروت قوات الاحتلال، ونقلت إلى العالم رسالة الشعب الصحراوي وموقفه المبدئي الراسخ الرافض للاحتلال ومشاريعه المشبوهة، الهادفة إلى مصادرة حق شعبنا في الحرية والاستقلال.
بهذه المناسبة نعبر عن شديد الإدانة للممارسات الاستعمارية القمعية التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي في حق المدنيين الصحراويين العزل، بما فيها محاولات التصفية الجسدية كما حدث مع الشاب أيوب الغن.
كما نطالب الأمم المتحدة بتوفير الحماية اللازمة للسكان الصحراويين طبقاً لمقتضيات القانون الدولي الإنساني، ورفع الحصار عن الأراضي الصحراوية المحتلة، وفتحها أمام الإعلاميين والمراقبين الدوليين المستقلين. كما نطالب بالتعجيل
بإطلاق سراح معتقلي أكديم إيزيك ومعتقلي الصف الطلابي وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي، والوقف الفوري للنهب المغربي للثروات الطبيعية الصحراوية، والاحتكام إلى الحكم الهام الذي أصدرته المحكمة الأوروبية بتاريخ: 21 ديسمبر 2016م، والقاضي بأن الصحراء الغربية والمغرب الأقصى إقليمان منفصلان ومتمايزان، وأنه لا سيادة للمغرب على الصحراء الغربية وأن الشعب الصحراوي هو صاحب الحق في تقرير المصير ولا مفر من استشارته، فيما يتعلق بمصير ثرواته، عبر ممثله الشرعي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وأن أي اتفاق بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي، لا يمكن أن يشمل الصحراء الغربية.
وفي هذا المجال تظل جبهة البوليساريو منفتحة على الحوار والتفاوض مع الشركات والفاعلين الاقتصاديين للاستثمار في الثروات الطبيعية الصحراوية، في إطار يحترم القانون ويراعي مصالح الشعب الصحراوي.
كما ندين بشدة المحاولات التي تقوم بها بعض الأطراف الأوروبية للتحايل على المقتضى الواضح والصريح لقرارات المحكمة الأوروبية، منتهكة بذلك القانون الأوروبي والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مؤكدين احتفاظ جبهة البوليساريو بحقها في اللجوء إلى كل الوسائل القانونية المتاحة للدفاع عن حقوق شعبنا.
 
أيها الاخوة، أيتها الاخوات:
 نجدد أرادتنا الصادقة في التعاون مع الجهود السلمية التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، ومبعوثه الشخصي فخامة الرئيس: هوست كوهلر، من أجل استكمال تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في أفريقيا، ولكننا في الوقت ذاته نحذر من سياسة العرقلة والتعنت التي ينتهجها نظام الاحتلال المغربي، مما يهدد السلم والاستقرار في المنطقة، مشددين على أنه حان الوقت لكي يقوم مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات صارمة لدفع المملكة المغربية للامتثال للشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في الاستقلال، على غرار كل الشعوب والبلدان المستعمرة.
كما نؤكد التزام الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بمقتضيات وقف إطلاق النار، والاتفاقية العسكرية رقم واحد، والاستعداد للتعاون مع جهود الأمين العام للأمم المتحدة لحل الإشكاليات الناجمة عن الخرق المغربي السافر المتمثل في فتح معبر وطريق في الجدار العسكري، على مستوى منطقة الكركرات.
 
أيها الإخوة والأخوات:
 نغتنم هذه المناسبة لنحيي الاتحاد الافريقي ومواقفه المبدئية وتشبثه بدوره ومكانته كشريك فاعل للأمم المتحدة في حل قضية هي افريقية في المقام الأول، تنتهي بحلها آخر مظاهر الاستعمار من القارة. وفي هذا الإطار نسجل بارتياح قرار القمة الحادية والثلاثين للاتحاد الإفريقي بنواكشوط حول إنشاء آلية إفريقية، خاصة بالنزاع المغربي ـ الصحراوي، مجددين الاستعداد الكامل لإجراء مفاوضات مباشرة بحسن نية وبدون شروط مسبقة، بين الدولتين العضوين في المنظمة القارية، الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية.
 
الاخوة والاخوات:
  لا يفوتنا بهذه المناسبة أن نجدد  التحذير من المخاطر المحدقة بالمنطقة الناجمة عن سياسات التوسع والعدوان، فنظام المغربي الغازي لا يكتفي بوضع العقبات أمام الحل السلمي القائم على التسليم بحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، بل يتمادى في تشجيع ونشر الجريمة المنظمة ويغرق المنطقة بآفة المخدرات، فالمغرب، وبشهادة التقارير الدولية ذات المصداقية العالية، يعتبر البلد الأول في العالم في إنتاج وتصدير مادة القنب الهندي، فلم يعد خافياً على أحد العلاقة الوطيدة القائمة بين: تجار المخدرات والجماعات الإرهابية ونظام المخزن باعتباره المستفيد الوحيد من هذه الوضعية.
 
أيها الإخوة والأخوات:
   لا يمكن أن تمر هذه الفرصة دون أن نرفع تحية تقدير وإجلال واعتراف بالجميل للدولة الجزائرية الشامخة، والشعب الجزائري الأبي، المعطاء، شعب الشهداء والمبادئ والقيم النبيلة، بقيادة فخامة الرئيس المجاهد: عبد العزيز بوتفليقة على دعمها ومساندتها الدائمة، وغير المشروطة لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، ذلك الدعم اللامحدود، المتعدد الأوجه، وتلك المواقف النبيلة ستظل خالدة في الذاكرة الجماعية للشعب الصحراوي، جيلاً عن جيل، فشتان بين من يغزو ويغتصب ويشرد ومن يؤازر ويواسي ويحتضن.
كما أنها فرصة لنعبر عن تقديرنا العالي لمواقف الحركة التضامنية مع الشعب الصحراوي في أوربا عامة، وفي كل قارات العالم، وإذ نحيى مواقف الحركة التضامنية في اسبانيا، فإننا في الوقت نفسه نطالب الحكومة الاسبانية الجديدة بتصحيح الخطأ الجسيم الذي ارتكبته الدولة الاسبانية في حق الشعب الصحراوي سنة 1975م، بتحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية والقانونية، باعتبارها القوة المستعمرة والمديرة للإقليم، يتعين عليها تنفيذ التزامها بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال.
كما أستغل هذه السانحة لأدعو كافة احرار العالم من: حكومات وأحزاباً وحركات مجتمع مدني من أجل الوقوف إلى جانب نضال الشعب الصحراوي المشروع، ودعمه بكل الوسائل الممكنة، حتى تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال.
عاشت علاقات الأخوة والتضامن الابدي بين الشعبين الجزائري والصحراوي.
المجد والخلود للشهداء.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. (واص)
090/105.