تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المواقف الداعمة للقضية الصحراوية تربك مشاريع الاستعمار وتضيق مساحة مناورات الاحتلال المغربي

نشر في

الشهيد الحافظ 07 نوفمبر 2017 (واص) - في وقت يبحث فيه ملك المغرب عن آلية لإطالة عمر احتلاله للصحراء الغربية ، وصناعة أسباب لولادة مراوغات جديدة , تحمل جينات التطاول على الشرعية الدولية , واستطالة سياسة الأمر الواقع , جاء خطابه بمناسبة مرور اثنين وأربعين عاما على المسيرة السوداء لتبديد خرافة مسيرة  الآلام ، والاستثمار في الزمن بدل الضائع , ومن خلال قراءة ما بين سطور خطابه المتعجرف , يبدو أنه يمضي بالمملكة المغربية صوب العقدة الأخيرة في حبل مشنفة التهور السياسي .
خطاب ملك المغرب غداة ذكرى مسيرة الجياع ’ أغفل الباب أمام جهود الأمم المتحدة أولا , والاتحاد الإفريقي ثانيا , وزج بحسن النية في غياهب مهملاته , فلا حل للقضية خارج سيادة المغرب حسب زعمه , منطق تعتريه حقائق مدفونه تروم تأجيج الأزمة ، ولكن ثمة حقائق اكبر من تلك الأهداف، ألا وهي إرادة الشعب الصحراوي في القدرة على كسر شوكة التطاول على حقه في الحرية والاستقلال .
فثمة مواقف داعمة لعدالة قضيتنا تربك مشاريع الاستعمار , وتبعثر خرائط المتآمرين ، تضيق مساحة مناورات الاحتلال المغربي , وتفتح أسئلة أكثر إحراجا لمن حاول استصغار الشرعية الدولية , فأي طريق سيسلك , فضيق الآفاق يجبره على الاختيار , وخسارة حصان طروادة المسيرة , يجبره على التقليل من علة التحليق في سماء التعنت , أما سماء الصحراء الغربية فهي للصحراويين المؤمنين بحتمية البقاء والانتصار والتجذر , كما حال أقدام جيش التحرير الشعبي الصحراوي التي تمتد في أعماق الأرض , وبطولاته توقظ من في القبور .‏
مفردات خطاب ملك المغرب غداة ذكرى مسيرة جياع المغرب , تومئ بأن  الاجهار  بالاستهتار , دليل على مدى الهزيمة التي أصابت مفاصله في كل الميادين , وهو ما دفعه إلى تبني الفشل بالنسبة للتعاطي مع الأمم المتحدة , وذاك امتداد لفشل داخلي في تقبل الحراك الشعبي بالريف المغربي , الذي حاول تكميمه بالترهيب والترغيب , ثم بتزوير تاريخ امحاميد الغزلان الشاهد على الشموخ والإيباء , وعدم الخنوع لزمن مستنسخ من عصور الرق والعبودية .
أما عن الاستفادة من دروس التجارب السابقة التي فسرها ملك المغرب بكون المشكل ليس في الحل، بل في المسار الذي يؤدي إليه حسب زعمه , فكيف تغفل الأبواب أمام الحل , وتنتقد بسكين شخص تحول إلى مجرد أداة بيد الآخر، وأغلى ما يملك حفنة من دولارات المخدرات ,  يقبضها نتيجة خيانته وبيع ساعده للإرهاب والتوتر بالمنطقة ، وهذا قمة ما يمني به نفسه الأمارة بالاستعمار والاستهتار بقوانين ومواثيق وأعراف المنتظم الدولي .
وعن  قضية الالتزام بمرجعيات مجلس الأمن والقرارات الصادرة عنه، والتناقض معها في الفقرة نفسها , برفض توسيع صلاحيات بعثة الاستفتاء بالصحراء الغربية لتراقب حقوق الإنسان وتقرر عنها , ونهب الثروات , فذاك محاولة لتهريب مرجعيات الأمم المتحدة القاضية باحترام إرادة الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال .
فلا أحد في العالم كله يدرك حقيقة الشأن الصحراوي كالصحراويين أنفسهم، الذين يستمدون  قوتهم وتلاحمهم  من ماض حافل بالانتصارات والقيم الحضارية التي تمكنهم من بناء الدولة الصحراوية وفق النموذج الذي يعكس حقيقتهم التاريخية والحضارية ، فالصحراويون وحدة وطنية تتكامل في دائرة الوطن، ويدركون أن الاحتلال المغربي ومهما تعالى على حقهم وقرارات الشرعية الدولية , لن يقوى على فرض إرادته الاستعمارية , وإنما يتبجح بالأوهام بعد أن حاصرته حقائق التاريخ , وضاقت عليه الجغرافيا  .(واص)
090/105.