تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"المجتمع الدولي مطالب بحماية الشعب الصحراوي و دعم حقه في تقرير المصير " (أمينتو حيدار)

نشر في

الجزائر، 30 غشت 2017 (واص)- دعت الناشطة الصحراوية في مجال حقوق الإنسان أميناتو حيدار اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة إلى ضرورة توفير الحماية العاجلة للصحراويين من خلال التعجيل في إجراء الاستفتاء الذي يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي من أجل تسوية النزاع في الصحراء الغربية .
و في لقاء خصت به "وأج"، أكدت الناشطة الصحراوية أن الانتهاكات المغربية لحقوق الصحراويين من طرف المحتل المغربي "تترسخ يوميا و تظل مستمرة على كافة المستويات ما لم تتم تسوية القضية الصحراوية من خلال ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره".
و أوضحت المناضلة الحقوقية أن "كل الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها النظام المغربي  في حق الصحراويين و مازال يمعن في ارتكابها، مرتبطة أساسا بعدم احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، و تؤطرها الخلفية السياسية إضافة إلى التمييز البين، و هي انتهاكات لا يمكن حصرها و لكن تتجسد أساسا في مصادرة الحقوق السياسية المدنية و الاقتصادية و الاجتماعية  والثقافية".
و لفتت السيدة حيدار، إلى أن النظام المغربي"يحظر أبسط الحقوق للصحراويين كتأسيس الجمعيات و مصادرة حرية التنقل و التضييق على الصحراويين لا سيما الناشطين في مجال حقوق الإنسان"، مستشهدة بما تعرض له أعضاء الوفد الصحراوي المشارك في فعاليات الجامعية الصيفية للأطر الصحراوية بولاية بومدرداس الجزائرية  مؤخرا من مضايقة و تعنيف و مصادرة مستلزماتهم و اعتقال احدهم مؤخرا في مطاري الدار البيضاء و العيون".
وفي هذا الصدد قالت الناشطة الصحراوية  أن "الاعتقالات أصبحت ممارسة يومية، حيث تتم محاكمة النشطاء الصحراويين المعتقلين بناء على محاضر مطبوخة من طرف الشرطة المغربية و بتهم ملفقة، في ظل غياب تام لشروط المحاكمة العادلة في ظل غياب استقلالية القضاء المغربي".
و في مجال حرية التعبير، فان كل الوقفات و التجمعات السلمية المطالبة ب"تعجيل إجراء الاستفتاء و تمتيع الشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير و إطلاق سراح المعتقلين، ووقف نهب الخيرات و احترام الحق في الشغل و حتى تخليد بعض المناسبات كاليوم العالمي للمرأة محظورة من طرف السلطات"، تضيف السيد حيدار
و في هذا الصدد  أشارت إلى أن إقامة مخيم "اكديم ازيك" بضواحي مدينة "العيون" عام 2010 ، جاء "تعبيرا عن الرفض لحالة التهميش الكلي للإنسان الصحراوي في أرضه و كرسالة واضحة للمجتمع الدولي" مذكرة بما تبع ذلك من "اعتقال لمجموعة من الصحراويين الذين شاركوا في المخيم وصدرت في حقهم  مؤخرا أحكاما تتراوح ما بين المؤبد و 20  و 25 و 30 عاما سجنا .
و أوضحت المناضلة  الصحراوية أن المحتل المغربي الذي يهدف إلى "تغيير الخارطة الديمغرافية للأراضي الصحراوية، يكرس سياسة التجويع و قطع الأرزاق وإتلاف الممتلكات كما ينتهج سياسة الترهيب و الطرد والتهجير القصري إلى مدن نائية، في الوقت الذي يغرق فيه المنطقة بمستوطنيه الذين يستغلون خيرات البلاد على حساب الصحراويين.
و لم يفلت قطاع التربية من "الحصار و تكريس الرداءة في التعليم بشكل ممنهج  ومقصود، حيث يتعرض الأطفال الصحراويين في المدارس إلى التضييق و الاستفزاز من طرف الأساتذة.
و أكدت السيدة حيدار، أن المغرب الذي "يتبجح بحقوق الإنسان ووقع على اتفاقية مناهضة التعذيب، يتعنت في سياسته الاحتلالية الرامية إلى مداهمة منازل الصحراويين و إتلاف ممتلكاتهم ،وإلقاء القبض على قاصرين و تعريضهم للتعذيب، و مصادرة الحقوق الثقافية بهدف طمس الهوية الصحراوية ،وذلك في "تحدي صارخ" لكل القرارات الأممية والمواثيق الدولية ذات الصلة.
و ذكرت في نفس السياق بوجود بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية المينورسو  مطالبة بتوسيع  مهمتها لتشمل مراقبة حقوق الإنسان
و بخصوص التطورات الأخيرة بالمنطقة مع تعيين الممثل الخاص للأمين العام الأممي بالصحراء  الغربية الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر اعتبرت حيدار بأنه "مؤشر جديد" في اتجاه تحريك القضية الصحراوية و التقدم في المفاوضات المتعثرة،   معربة عن أملها في"أن يلعب دوار ايجابيا و أن يمارس ضغوطا على فرنسا الحليف الأساسي للمغرب والتي تشكل عائقا كبيرا لأي تسوية ، بالنظر لحنكة كوهلر الدبلوماسية، و ثقل بلاده السياسي في القارة الأوروبية و تقاربها مع فرنسا .
من جهة أخرى، استنكرت الناشطة  الصحراوية غياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى المجتمع الدولي لحلحلة القضية الصحراوية، لان هذا كما قالت "لا يخدم إلا مصالح الاحتلال المغربي"،  داعية إلى ممارسة ضغوطات على المغرب لإرغامه على احترام الحقوق الأساسية للمواطن الصحراوي المتواجد تحت الاحتلال، لا سيما و أنها تتجه نحو العزلة بفضل دور الدبلوماسية الصحراوية و الجبهة الداخلية، و دعم بعض الدول الشقيقة .
و أشارت إلى أنها شخصيا ترصد الانتهاكات ب"الأرقام و بكل مصداقية، من أجل حماية حقوق المدنيين الصحراويين بشكل آني و مستعجل، ريثما يتم التوصل إلى حل نهائي للقضية الصحراوية".
وأشادت الناشطة الصحراوية التي ترأس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان (كوديسا)، بدور الجزائر في دعم القضية الصحراوية و لمبادئها الراسخة في دعم كل القضايا العدالة عبر العالم . (واص)
090/105/700.