تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

النساء الصحراويات... معركة من أجل الكرامة في ظل غطرسة المحتل المغربي

نشر في

الجزائر 08 مارس 2017 (واص)-  يعود الإحتفال باليوم العالمي للمرأة ليذكر في كل مناسبة بالنساء المضطهدات في العالم جراء الحروب والنزاعات التي سلبت المرأة أنوثتها وجردتها من أبسط حقوقها في العيش الكريم على غرار النساء الصحراويات اللاتي لازلن يعانين، في الأراضي المحتلة، تحت وطأة ظروف الإحتلال القاسية والشديدة والتي زجت بهن في غمار معركة شرسة للتشبت بالحياة والذوذ عن الوطن .
وقد تبنت الأمم المتحدة الإحتفال باليوم العالمي للمرأة، سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم لاعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس ليتحول ذلك اليوم رمزا لنضال المرأة في العالم.
إنها مناسبة للتذكر بأن النساء الصحراويات محرومات من أبسط حقوقهن الاجتماعية والاقتصادية والانسانية بفعل غطرسة المحتل المغربي، ولعل الفجوة كبيرة بين ما يدعو إليه المجتمع الدولي لإحترام المرأة وتقديرها وبين ما يمارس في حقها من ضغوط وسلب للحقوق والحريات.
 المرأة الصحراوية رمز الصمود والعطاء.
وبعد 42 سنة من الإحتلال المغربي لاراضي الصحراء الغربية لازالت المرأة الصحراوية اليوم صامدة ومرابطة، فتلك المرأة التي أسقت دماءها الزكية أرض الساقية الحمراء و وادي الذهب تبقى نموذج مختلف عن كل نساء العالم، في الشجاعة والتضحية والصمود بالرغم من القمع والتنكيل والتعذيب والارهاب واستحقت بجدارة ان تعتلي تاج المقاومات".
فبعد أن عجزت الحجة وطال أمد الدعوة بالحسنى، لازيد من 20 سنة من المفاوضات المباشرة والغير مباشرة، خرجت المرأة الصحراوية الى الشارع لتخاطب المحتل باللسان الذي يفهمه.
فقد لعبت المرأة الصحراوية دورا لا يستهان به في ثورة 20 مايو، فكانت من الاوائل المنخرطين في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بما في ذلك الجناح المسلح وتقلدت العديد من المناصب الى جانب اخيها الرجل.
وشكلت حسب احصائيات صحراوية، في المجلس الوطني الصحراوي السابق نسبة 40 بالمائة من التمثيل زيادة على خمسة عضوات في الامانة الوطنية والتي تعتبر أعلى سلطة في البلد وثلاث وزيرات، اضافة الى المناصب القيادية الاخرى كالسلك الديبلوماسي الذي تشكل فيه نسبة لابأس بها.
وقد تميزت المرأة الصحراوية بثباتها وصمودها في وجه المحتل بل وتفردت بالتضحيات الجسام وواجهت بشجاعة الخطر الذي يهدد هويتها وثقافتها التي رسمت معالمها في تربيتها للأجيال فبقت الأم الصابرة المناضلة التي تغرس في ابنائها أدبيات المقاومة والنصر الحق ورفض الظلم والاحتلال.
وهي أيضا الأرملة وبنت الشهيد والمعلمة التي تزرع في الشباب حب الوطن، هي المرأة المناضلة الشجاعة التي ترعرعت بين احتلالين. و المراة الصحراوية تجسد الوحدة الوطنية من جهة ووتنبذ القبلية والمحسوبية من جهة اخرى وتتحمل عبء الاحتلال و تضون كرامة و عزة و شرف شعبها.
وفي مخيمات العزة والكرامة صنعت الرجال وأرضعتهم مبادئ النضال حيث تقود الخلايا التنظيمية وتسير اللجان وانفردت بدور كبير في تنظيم مخيمات اللاجئين،فأبدعت واحتضنت الوطن والمقاومة وحملت السلاح واستشهدت في سبيل الوطن.
فتبقى المراة الصحراوية صوت الحق والوفية للعهد وللمواقف. فهي لا تستسلم و لا يمكن لأحد أن يساومها. (واص)
090/105.