تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قضية الصحراء الغربية تبقى قضية احتلال وتصفية استعمار بالدرجة الأولى

نشر في

الجزائر 08 ماي 2016 (واص) - شدد المشاركون في اليوم التضامني مع الشعب الصحراوي المنظم أمس السبت بالعاصمة الجزائرية ، على أن قضية الصحراء الغربية تبقى قضية احتلال وتصفية استعمار
وخلال التظاهرة التضامنية مع الشعب الصحراوي التي نظمها حزب تجمع أمل الجزائر (تاج) في إطار الاحتفالات بالذكرى ال71 لأحداث الثامن ماي 1945 بحضور السفير الصحراوي بالجزائر ، حذر المشاركون من أن استمرار احتلال الصحراء الغربية يشكل "خطرا" على أمن واستقرار المنطقة، وهو ما يستدعي من مجلس الأمن الإسراع في إيجاد حل عادل ونهائي من خلال وضع رزنامة لتنظيم استفتاء تقرير المصير
وفي هذا الإطار ، أكد رئيس الحزب السيد عمار غول ، أن قضية الصحراء الغربية "تبقى بالدرجة الأولى قضية احتلال وتصفية استعمار" مشددا على أن هناك "تهديد حقيقي لاستقرار المنطقة من خلال استمرار الأوضاع على حالها" ، محذرا من أن "استمرار الضغط والغطرسة والاحتلال وسط تدهور حقوق الإنسان والهيمنة على حقوق الشعب الصحراوي قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع في القارة"
ودعا رئيس الحزب "دولة المغرب بشعبها ونخبها وعقلائها لحث القيادة المغربية على وقف ثقافته التوسعية المشينة تجاه جيرانه التي تراوده منذ القدم وبتر بصفة نهائية هذه الثقافة والسلوكات التي قد تفجر المنطقة" منبها " الدولة الجارة "لأن لا تكون العصا التي تضرب الدول المجاورة وأن يستغل بالوكالة من خلال الأطماع الاستعمارية التوسعية القديمة في المنطقة"
وفي مداخلته ، أكد السفير الصحراوي بالجزائر السيد بشرايا حمودي بيون، أنه وبعد مرور 40 سنة من احتلال المغرب للأراضي الصحراء الغربية بدأ يتبلور "وعي دولي واقليمي لضرورة إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية ولا يمكن استمرار الأوضاع على حالها" كما ينتظر أن تكون قرارات مجلس الأمن الأممي في المستقبل تتضمن الكثير من النقاش والمصداقية
من جهته ، أبرز الاستاذ لزهر ماروك من معهد العلوم السياسية بجامعة الجزائر، أن هناك "مخاطر جيو إستراتيجية" عديدة لإهمال إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية، في ظل غياب رؤيا مشتركة بين دول المنطقة للأمن القومي وخاصة دول المغرب العربي ، ومن بين الانعكاسات على المنطقة ، التي ذكرها السيد لزهر، "تمكين بعض اللوبيات النافذة التي تحاول إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط من توظيف القضية في إطار مخططاتها التوسعية في المنطقة إلى جانب إغراء شركات متعددة الجنسيات لاستغلال المزيد من الثروات الضخمة للصحراء الغربية، دون احترام الشرعية والقانون الدوليين وكذا التأثير على مصداقية وفعالية الأمم المتحدة"
أما الخبير في القانون الدستوري وعضو مجلس الأمة بوجمعة صويلح ، فقد أبرز أنه على الرغم من أن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي دعا لعودة بعثة المينورسو في أجل لا يتعدى 90 يوما، يعد "خطوة إيجابية" في مسار القضية الصحراوية ،غير أن الواقع يؤكد أنه لا زال "ناقصا" بالنظر إلى أن قضية السلم والأمن التي من المفروض أن يدافع عنهما المجلس "باتا معرضين للخطر"، وهذا بالنظر إلى عديد المخاطر المحدقة بالمنطقة على رأسها الجريمة المنظمة والإرهاب والاتجار بالبشر
رئيس اللجنة الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي سعيد العياشي ، أكد من جهته أن قضية الصحراء الغربية تعتبر "قضية مبدئية" بالنسبة للشعب الجزائري برمته الذي طالما ناصر قضايا التحرر عبر التاريخ وقرارات حكومته لازالت ثابتة عبر الزمن
ونفى السيد العياشي أن تكون قضية الصحراء الغربية "قضية مفتعلة" كما يدعي البعض ، مؤكدا أن الجزائر تواصل مسيرة احترام مبادئ القانون والشرعية الدوليين اللذين يطالبان بضرورة تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي وإنهاء آخر مستعمرة في إفريقيا
( واص ) 090/700/100